Apr 27, 2016

لماذا دوري مُبهم ؟



كنت اقرأ كتاباً عن مفهوم التفكير بأنواعه, وكيفية استخدامه بالشكل الأمثل.
وفجأة!!
طرأ على ذهني سؤالاً, لا أعلم لماذا آتى فكري بذلك السؤال, حيث إنه لا يمت بأي صلة لما اقرأه, أو بما يحتويه الكتاب أصلاً !!


ولكن غالباً طرأ إلى ذهني ذلك السؤال حتى أكتب هذا المقال.
أخذت أسرح بخيالي واتأمل ذلك السؤال, لعل وعسى أصل إلى حل لهذه المُشكلة العويصة من وجهة نظري.

وكان السؤال هو: بما إن ربنا -- سبحانه وتعالى – لم يخلق أي ذرة في الكون بشكل عبثي, لماذا نضل الطريق ؟

لماذا لا يعلم أحداً – إلا من رحم ربُك -- لماذا خُلق ؟
وما هو دوره في هذا الكون وفي هذه الحياة ؟

فبالتأكيد كل منا له دور خاص ومميز آتى إلى هذه الدنيا لينفذه على أكمل وجه, إذن لماذا يوجد منا من لا يعلم هذا الدور ؟!!

توجد الكثير من الكتب, والندوات, وورش العمل...ألخ, التي تتحدث عن كيفية إكتشاف الإنسان لذاته ولدوره الذي جاء إلى هذه الدنيا ليشغله, ولكن تظل هذه النقطة مُبهمة لدى البعض, فبالتأكيد ليست المُشكلة في تلك الكتب أو ورش العمل, ولكن أين تكمن المُشكلة ؟!!


مؤخراً شاهدت فيديو على Ted.com  يتحدث فيه المحاضر عن كيفية إيجاد دورك في الحياة عن طريق خمس أسئلة تطرحها على نفسك...وكانت الأسئلة الخمس عبارة عن:
1-              من أنا ؟
2-              ماذا أفعل ؟
3-              من هم الفئة التي أفعل هذا الشئ من أجلهم ؟
4-              ما هي رغباتهم أو إحتياجاتهم ؟
5-              وكيف ما أفعله هذا, يؤثر في تغيرهم, ومن ثم تحدث لهم نتيجة إيجابية ؟


ما رأيك في تلك الأسئلة ؟

هل تستطيع أن تجيب على تلك الأسئلة بكل سهولة ويسر ؟ أم تجد صعوبة في ذلك ؟
بعتقد أن تلك الأسئلة في غاية الأهمية, ولكنها في غاية الأهمية لدى الأشخاص الذين يعرفون حقاً كيفية الإجابة عنها !!

ولكن لدى الأشخاص الذين لا يعرفون حقاً من هم, بعتقد أن حينها سوف تكون تلك الأسئلة في غاية الصعوبة عليهم, بل ومن الممكن أن يصيبهم الإحباط واليأس, من شدة عدم معرفتهم لذاتهم.


من أنت ؟

سؤال في غاية الصعوبة, ولكن أسمح لي أن أفترض إجابات نيابة عنك..هل مهنتك تعبر عن كينونتك ؟
هل نسبك يعبر عن كينونتك ؟
هل إنجازاتك تعبر عن كينونتك ؟
هل بيئتك وبلدك ومستواك الإجتماعي هو ما يعبر عن كينونتك ؟
هل الإجابة عن تلك الأسئلة تُجيب عن سؤال من أنت ؟!


في الواقع إن إجابة سؤال من أنت في الفيديو المُشار إليه مُسبقاً, المقصود به هو ما الشئ الذي تُحبه من أعماق قلبك وتُفضل أن تعمل به..
فعلى سبيل المثال:
هل تُحب الطبخ ؟
الكتابة ؟
التدريس ؟
التمريض ؟.....ألخ.
ما هو الشئ الذي تُحب أن تفعله من أعماق قلبك ؟


بالطبع, لو كل واحد منا يعلم دوره وعن سبب خلقه, كان سيفعله على أكمل وجه, وسوف يكون أفضل نسخة من ذاته على الإطلاق..

كثيراً ما سمعنا عن أن كل فرد هو تحفة نادرة غير مُكررة على الإطلاق, وبما إنك تحفة نادرة فبالتأكيد لك دور ويلزم عليك فعله, ولكنك مازلت تائه حائر في الطريق, ولا نعلم متى سوف تجد طريقك الفعلي ؟!

كان ما يدور بذهني هو سؤال واحد فقط من الممكن أن يخطر على ذهنك  أيضاً في وقت من الأوقات وهو:

لماذا لم يُعطيني الله إشارات تدلني على طريقي الفعلي الذي خُلقت من أجله, وخُلق من أجلي ؟

والإجابة عن ذلك السؤال هو:
ولماذا تفترض أن الله حقاً لم يُعط لك إشارات تدلك على طريقك الفعلي حقاً ؟

الله..دائماً وأبداً يُعطينا الإشارات التي تدلنا على الطريق, ولكن العيب فينا, فنحن إما غير مُصدقين عن أن ذلك الطريق هو فعلاً طريقنا, إما نُكابر ونتحجج بالظروف, إما ننتظر حتى تأتي الفرصة المناسبة, والتي نفجر فيها طاقتنا الكامنة, وبالتأكيد أنت تعلم وأنا أعلم أن تلك اللحظة المناسبة يستحيل أن تأتي مُطلقاً, وإلا كنا كلنا انتظرنا ولا نجد من يخرج من تلك الدائرة وينجح.


لماذا أنا دوري مُبهم ؟

فعلياً, لا يوجد أحد دوره مُبهم, طالما يكمن بداخل صدره قلب ينبض..فمادام هناك قلب ينبض, إذن يوجد دور تقوم بفعله في الوقت الحالي..
اسمع لصوت قلبك..

اسمع "لزن" قلبك على فعل شئ مُعين..ولا تستصغر ذلك الشئ مهما كان..وتذكر تأثير الفراشة فعلى الرغم من صغر حجمها, ولكن جرب أن تدخل فراشة في غرفة نومك..هل تستطيع النوم في وجودها ؟!!

صدق إنك كمهندس من الممكن أن يكون دورك هو الطبخ!!
صدق إنك كمحاسب من الممكن أن يكون دورك هو مُدرب حياة!!
صدق إنك كطبيب من الممكن أن يكون دورك هو رائد أعمال!!


صدق "الزن" الذي يصرخ به قلبك..وقم الآن وخذ أي خطوة..نحو ذلك الزن الذي يوجد بداخله دورك المعلوم وليس المُبهم.

No comments:

Post a Comment