Apr 12, 2016

رسالة إلى سيدنا مُحمد



السلام عليك يا رسول الله..فأنا امرأة مُسلمة وددت التحدث عن ما بداخلي بكل حرية وبلا قيود, فلم أجد من ينصت إلي بخصوص ذلك الشأن الذي سوف أتحدث إليك عنه, سوى غيرك يا رسول الله, أنت فقط من تسمع مني مثل تلك الكلمات.


فأنا امرأة عادية جداً ولا أدعي إنني أسير وفق خُطاك على الوجه الأكمل, فأنا لي سقاطاتي سواء أفعلها بقصد أو غير قصد, ولكني أفعلها دوماً, أحياناً أسيطر على نفسي وأحياناً لأ, ولكني أحاول جاهدة دوماً.

أعترف إني بدأت أواظب على الصلاة عندما كنت في الصف الثاني الجامعي, وهذا حدث بسبب حادثة موت عاصرت أحداثها بوجداني, ولهذا السبب بدأت أواظب على صلاتي خوفاً من الموت ومن مواجهة الله, في حقيقة الأمر كان لدي إعتقاد خاطئ بأن الله هو من يحتاج إلى صلاتي وليس أنا, وكنت حينها عقيمة الفكر وشديدة السطحية لإقتناعي بمثل ذلك الإعتقاد, ولكن الآن أعلم جيداً بأنني من أحتاج الصلاة, فالله لا يحتاج من عباده شئ بل نحن من نحتاج إليه في كل ثانية من حياتنا.


في الواقع يا رسول الله أنا لم أكتب إليك هذه الرسالة لكي أحدثك فقط عني ولكن أكتبها لأتحدث عنا جميعاً كمسلمين !!
للآسف يا رسول الله إحنا وبتعبير بسيط ضائعون تماماً, متخبطون لا نعلم ما الصح وما الخطاااأأ, كل منا يفسر الدين على هواه ووفق مزاجه الخاص.
أصبح مرجعيتنا في ديننا كلام الآخرين ممن يقولون قال الله وقال الرسول, وليس التدبر والفهم والبحث والدراسة, لا بل أصبحنا نحصل على ديننا من خلال برامج تليفزيونية, يُطلق عليها برامج دينية تبث في عقول المشاهد ما تريد..


أصبحنا نُصلي ونحن مشغولين تماماً عن الصلاة بالتفكير في مشاغل حياتنا والدنيا, والبحث عن لقمة العيش, لا تركيز ولا خشوع, بل الأكثر من ذلك هناك من يتسابق من سوف ينتهي من صلاته الأول !!
أصبح المسلمون يا رسول الله بلا إبداع ولا إبتكارات ولا أي شئ, نحن مجرد مستهلكون لما يصدره لنا الغرب من فكر وعلوم وتكنولوجيا !!
لماذا ؟

لأننا كسالى, لا نريد أن نعمل ولا نفكر ولا ننتج.
الآن من الممكن أن تجد شخص حافظ للقرآن الكريم ومُرتشي..
من الممكن أن تجد شخص يصلي ويسرق..

من الممكن أن تجد شخص يصوم ويتحرش بالنساء..للآسف يا رسول الله !!
لي صديقة قصت إلى موقف تعرضت له, بإختصار هذه الصديقة كانت لديها مصلحة ما في جهة "ما", والشخص المسئول عن تلك المصلحة, لم تجده في مكتبه لأنه كان يصلي الظهر..عظيم..وعندما آتى قال لها سوف أوقع لكِ على هذه الورقة بمقابل مادي مائة جنيه...


وهو بذلك لم يسميها رشوة..بل يجد فيها حق له ويجب الحصول عليه !!
أصبحنا يا رسول الله مسلمين Light  كل شئ لدينا عادي, لم نغار على ديننا ولا نطبق كلام الله الذي آتى به في كتابه المجيد, بل ونجد أيضاً من يشكك في سُنتك يا رسول الله, وفي أحاديثك ولا يريد أن يأخذ بها !!


أصبحنا نهتم فقط بالمظهر من يطيل اللحية ومن ترتدي الحجاب ومن ترتدي النقاب, وهل الحجاب فرض أم لأ, بل نتظاهر لخلع الحجاب أو حتى إرتدائه, ولا نهتم مُطلقاً بالأخلاق ولا بالجوهر ولا نتظاهر لإتباع سُنتك !!
أصبحنا نسمع كثيراً عن مسلمين يموتون يومياً في بلاد متفرقة ولا نقوم بنصرتهم ولا ندافع عنهم مُطلقاً !!


لا نتأثر بهم بل ونجد من يبرر قتلهم !!
العالم العربي كله أو معظمه في حالة تخبط, لا ندري لماذا ؟!!
أو ندري ولكننا لا نقوى على فعل أي شئ, لأن السيادة ليست لنا.
الغرب يحصلون على خيراتنا من مواردنا الطبيعية – قارة أفريقيا --, ويعيدوا تشكيلها ويحصلون من خلالها على مليارات الدولارات وبعد ذلك يعطفوا علينا بما تسمى بالمعونة البسيطة, وبذلك فهم خيرهم علينا من خيراتنا نحن أصلاً !!


لأ نعلم متى يطبق المسلمون ما بداخل القرآن الكريم, وما يوجد في أحاديثك يا رسول الله ؟!!
متى نخطو على خُطاك يا رسول الله ؟!!
متى نفيق من سُباتنا العميق ؟!!
متى نشعر ونحس بالآخر سواء من أبناء ديانتنا أو الديانات الأخرى ؟!!
متى نكون واجهة مُشرفة للإسلام ؟!!
متى نسلم الغير من ألفاظنا البذيئة ؟!!
متى نجتمع على الخير ونترك الشر ؟!!
متى نتحد ؟!!
متى نكون قدوة حسنة لغير المسلمين ؟!!
هل تعلم يا رسول الله بأن هناك من على هذا الكوكب من يربط الإسلام بالإرهاب ؟!!


للآسف يا رسول الله نحن مسلمون بلا إسلام – إلا من رحم ربي —
والسلام عليك يا أشرف الخلق...


No comments:

Post a Comment