Apr 3, 2016

كيد النساء

ما هذا الذي فعلته بنفسي ؟!!
لو عاد بي الزمن مرة أخرى لما فعلت ما فعلته هذا مُطلقاً.
فأنا حقيقي شديد الندم, شديد اليأس, شديد الحزن.
فأنا شاب أبلغ من العمر السابعة والثلاثون, تزوجت منذ ست سنوات بامرأة تصغرني بعشر سنوات, أحببتها وأحبتني بجنون, توج الله حبنا هذا بتؤام في غاية الجمال "ولد وبنت".


في بداية زواجي كانت حالتي المادية غير مستقرة بالمرة, فأنا لدي محل للملابس الجاهزة, لم يكن العمل مُستقر به في بادئ الأمر, بل كنت أحياناً أظل بالأسابيع ولم أبيع أي قطعة مُطلقاً, صديق شار علي بإنني لابد من تغيير مكان هذا المحل, لأنه كان متواجد في منطقة لا يرتدي قانطيها من مثل تلك الأذواق, ولكي أنقل مقر المحل فكان لابد من توافر الكثير من الأموال وهذا ما كان ليس لدي بالفعل.

قصيت تلك الواقعة لزوجتي التي دعمتني بكل ما تملك, فهي مهندسة زراعية ولديها مزرعة صغيرة لتربية الطيور والتي تعود عليها بدخل شهري كبير.
وبالفعل أعطتني زوجتي كل ما تملك من مال وذهب حتى تساعدني لكي أنقل مقر عملي, ولكنها ظلت مُحتفظة بتلك المزرعة ولم تبيعها.

وبالفعل نقلت مقر المحل لمنطقة أكثر إزدحاماً, ويتواجد بها الكثير من الناس الذين يرتدون مثل تلك الملابس التي أبيعها, وبالتأكيد يرجع الفضل لكل هذا إلى صديقي الذي شار علي بهذه المشورة وكل الفضل يرجع لزوجتي التي ساندتني, ولم تتذمر علي مُطلقاً لتعسر أموري, بل أحياناً كانت هي التي تصرف على المنزل من مالها الخاص.
بالفعل كنت كثيراً ما أسافر إلى دول عربية وأيضاً دول آسيوية حتى أشتري الملابس التي يحتاجها المحل, وفي مرة من المرات سافرت إلى المغرب, وكانت رحلة مدتها شهر كامل, فكنت منشغلاً بعقد الصفقات, وأيضاً لرؤية أحدث الموضات هناك, لمحتها, امرأة مغربية سحرتني بلونها الأسمر وعيونها الواسعة البنية, كانت تعمل سكرتيرة في إحدى شركات الملابس المغربية..تحدثنا سوياً قليلاً وسرعان ما أتخذت قراري بالزواج منها.
وبالفعل تزوجتها, وعدت بها إلى مصر, بالتأكيد لم أخبر زوجتي بزواجي هذا حتى لا أزعجها وأضايقها.


وأخذت لزوجتي تلك شقة في أرقى المناطق بالقاهرة, وبعد ثلاث شهور من زواجي, أخبرت زوجتي الأولى بحقيقة زواجي, لأسباب كثيرة من ضمنها:
1- حتى لا يأنبني ضميري لأني أخفي عليها شيئاً.
2- لأنني بالتأكيد سوف أتردد على زوجتي الثانية كثيراً, وأظل معها فترات طويلة, فشئ طبيعي كنت أبلغها حتى لا تشك في.

وبالفعل واجهتها بحقيقة الأمر التي تناولته بمنتهى الهدوء والكبرياء ولا كأن شيئاً لم يكن...فظلت صامتة للحظات ثم قالت لي: أولادي محتاجين لأب يراعاهم ويهتم بيهم وعشان كدة أنا مش هطلب منك الطلاق.
ظنيت بأنها سوف تتعامل معي بعد ذلك كما كانت تتعامل معي من قبل, فهي كانت تهتم بنفسها وبي كثيراً, قلما قابلتني بملابس المطبخ, بل بالعكس كانت ترتدي أجمل الأذواق حتى ترضيتي وتضع أفخر العطور.
ولكن ما حدث كان عكس ذلك تماماً..


فأهملتني, أصبحت تعاملني كالمقعد المكسور داخل المنزل, أصبحت تستقبلني بملابس مُهملة, كانت تقابلني ببجامة المطبخ التي تتخلها بعض روائح الطبخ.
بل والأكثر من ذلك, سجلت بدورات تدريبية تتعلق بإدارة الأعمال دون أن تخبرني, فكنت أراها عند عودتي إلى المنزل تدرس ولا كأني موجود.
أما زوجتي الثانية فكانت تعاملني وكأني رجل ملياردير, فهي كثيرة الطلبات, وكانت دائماً ما تشتكي من إحساسها بالوحدة وشهرياً تطلب مني أن أرسل إلى والدتها حتى تأتي وتجلس معها وبالتأكيد كانت مصاريف السفر والطيران مسئوليتي.
أنا أصبحت رجل بلا مأوى, فلا أنا مستريح مع زوجتي الأولى ولا أنا مستريح مع زوجتي الثانية...
حقيقي أنا أتعس إنسان على وجه الأرض...وبالتأكيد هذا ما فعلته بنفسي بمحض إرادتي.

No comments:

Post a Comment