Apr 26, 2016

بالإجبار ليس بالخيار


هل نفسك طويل أم تكل وتمل بسرعة ؟
هل تُحارب وتُقاتل من أجل تحقيق أهدافك أم تتركها وتتنازل عنها بسهولة ؟


هل تسير نحو أهدافك مهما كانت الإغراءات المُقدمة لك أم تتنازل عن أحلامك مع أول إغراء يُقابلك ؟

ولكي نكون صُرحاء مع بعضنا البعض, فيجب علي أن أقول لك أن تحقيق الأهداف ليست سهلة إطلاقاً, بل تحتاج إلى عزيمة وإصرار, ودفع ثمن من راحتك ومن وقتك بل وأحياناً من أجمل لحظات عمرك.
تحقيق الهدف يحتاج إلى شخص مُستعد ينحت في الصخر حتى يحقق أهدافه, شخص مهما كانت الظروف الخارجية ضده, يظل هو مثابر نحو تحقيق أحلامه.


ولكن...

أكثر عدو يواجهنا في تحقيق أهدافنا هو "نفسنا" !!

نعم, نفسنا هي التي تُعرقل طريقنا نحو تحقيقنا لأحلامنا, هي التي تقول لك نم ساعة أكثر وعندما تستيقظ أكمل عملك !

هي التي تُغريك وتقول لك لا شئ في تأجيل هذا العمل, فإنت شخص ذكي وعندما تنوي على فعله, سوف تنتهي منه بسرعة, فلا داعي في أن تبدأ به الآن.

نفسك هي تلك التي تُحرضك على تضييع وقتك, سواء في هاتفك الجوال أو على مواقع التواصل الإجتماعي.

نفسك هي التي تُحمسك في اللحظة الحالية, كنوع من أنواع الخداع لك, حتى تعيشك في المستقبل, بل وتغريك بالمستقبل الأفضل, فأنت تظل تابع لها وتحلم بالمستقبل وأحلام اليقظة, ولكن واقعياً أنت تضيع ساعات من عمرك في عمل اللاشئ سوى التخيل والخداع بالأحلام المؤجلة.
نفسك هي التي تخدعك, وتقول لك سوف نبدأ اليوم, ولكن قبل أن نبدأ يجب علينا أن نشتري في الأول دفتراً حتى ندرس فيه, وأقلاماً ملونة تشجعنا على المذاكرة.


نفسك هي التي تجعلك تؤجل وتؤجل وتؤجل لكل مهامك حتى تجعلك تتكاسل عنها ولا تفعلها.

نفسك هي عدوك اللدود, هي الشئ الذي إذا سيطرت عليه سوف تحقق جميع أحلامك, وسوف تفعل أي شئ تريده.

نفسك هي التي تُحرضك على الضلال, هي التي تريدك أن تضل طريقك, ولا تفعل أي شئ سوى الآكل والشرب والنوم !!

نفسك هي التي تنشئ في قلبك الرهبة والخوف من تجربة أي شئ جديد, بل وترهبك من إقدامك لأي خطوة.

نفسك هي التي تُغريك بالمتع اللحظية, وللآسف مُعظمنا نُجيب لها, بل ونتعمق في تلك المتع اللحظة ونؤجل في أعمالنا..ولكن للآسف تلك المتع سوف تعود علينا بالآلم اللعين على المدى الطويل !!


نريد تعلم لغة جديدة ولكننا لا نصبر على أنفسنا, ونريد أن نتحدث بها بطلاقة في زمن قياسي, ونتكاسل في سماع الدرس أو حفظ بعض الجمل, لأننا لا نريد التعب لا نريد أن نشعر بألم السير نحو تحقيق الهدف..فنترك تعلم اللغة ونشاهد مباراة الأهلي والزمالك !!


نريد أن ننقص من وزننا ونتبع نظام غذائي صحي, ولكننا نرى أنفسنا لا ننقص سوى كيلو كل شهر, فنترك النظام الغذائي ونذهب إلى بيتزا هت !!

نريد أن نتمرن على مهارة ما نحتاجها في عملنا, ولكن نمل من كثرة التمرن والتطور الضئيل الذي نُحدثه, فنترك التمرن, ونذهب للتنزه مع الأصدقاء في شارع 9 بالمعادي !!


صراحة لا أحد يحقق حلم وهو يظل يؤجل في إلتزاماته, فتحقيق الهدف مرتبط إرتباط وثيق بمدى إلتزامك الشخصي, ومدى قدرتك على إجبار نفسك على فعل مهامك سواء كنت ترغب في ذلك أم لا.

لا تُغريك المتع اللحظية وتُلهيك عن أعمالك, فهذه المتع هي أول شئ يتخلى عنك على المدى البعيد, وسوف تُشاهدك وأنت تتآلم من شدة الوجع والندم على ما فات, وسوف تضحك عليك وأنت ندمان وتبكي على الماضي والأطلال !!


ولكن..دعونا نتفق أنا وأنتم أن نفتح صفحة جديدة في حياتنا, وأن نظل نثابر ونستمر في سعينا وإجتهادنا نحو تحقيق أهدافنا, بل ونجبر أنفسنا على فعل ما يجب علينا فعله, نتفق على إننا ندفع ثمن تحقيق أحلامنا, ونستمتع حقاً بالرحلة.

بالتأكيد من حقك أن تحصل على قسط من الراحة, فالحياة ليست كلها عمل وأحلام وأهداف, عندما تشعر إنك بحاجة إلى الراحة, رجاءاً استرح وأفصل تماماً عن أي شئ, حتى تعاود أكثر نشاطاً في طريقك لتحقيق أحلامك...

وتذكر أن الإحساس بالآلم اللحظي الحالي, حيث إنه آلم السعي والإجتهاد, أفضل بكثير من إلاحساس بالآلم مدى الحياة على المدى البعيد..

فقط..ابدأ الآن..وتوكل على الرزاق..الذي لا يُضيع أجر المُتقنين..

2 comments: