Apr 29, 2016

زمن الفن الجميل.



كنت جالسة في غرفتي, حينما دخلت علي أختي الصغيرة "هدير", وجدتني أكتب شئ ما, فجلست في صمت دون أن تدوي أي صوت, وعندما وجدتها هادئة كهذا بغير عادتها بالطبع, فهممت وقلت لها: هدير أتذكر إنك كنتِ تسألين على أغنية هاني شاكر "نسيانك صعب أكيد"..أهكذا ؟


فردت علي وقالت: نعم..
فقلت لها: ها هي تفضلي J
وخلعت سماعة الرأس من على رأسي وقمت بتلبيسها إياها..
الأغنية كانت تقريباً ثمان دقائق...فوجدت هدير بعد الدقيقة الرابعة, قد خلعت السماعة وهمت بالرحيل من الغرفة, فاستوقفتها وسألتها: هل الأغنية أنتهت ؟


فقالت لي: لا, ولكنها طويلة للغاية, فمللت منها.

أنتهت القصة !!


وهدير ذهبت من غرفتي, ولكن ظللت أنا أفكر فيما قالته وفعلته أختي الصغيرة!!

فهدير تُحب كثيراً أغاني أم كلثوم – التي تتعدى الساعة الواحدة وأكثر – وعبد الحليم حافظ ونجاة وغيرهم الكثيرين, الذين بالطبع مدة أغانيهم أكثر بكثير من مدة أغاني هاني شاكر!!

فلماذا كانت تُطيق سماع تلك الأغاني, ولم تطق أن تسمع أغنية هاني شاكر كاملة ؟!!

ما الذي جعل فن أم كلثوم وعبد الحليم قائماً حتى هذه اللحظة, بل ويمتد إلى أجيال تستعجل كل شئ في حياتها ؟!!

ما الذي جعل جيل في سن المراهقة – وهو سن هدير – يسمع أغنية أم كلثوم, في حين إن أغاني عصرها الحالي لا تطيل أغانيه أكثر من أربع دقائق, ولو أطالت مدة الأغنية أكثر من ذلك لا تسمعها ؟!
بالطبع يوجد حالياً فنانين أصواتهم رائعة وذات الحس المُرهف, فهل لو قام هؤلاء الفنانون بعمل أغنية ولمدة ساعة كاملة سيسمعها أحد ؟
بالطبع لا..


لماذا ؟!
هل لأننا نفتقد لروح الإتقان في الوقت الحالي, وهدفنا الوحيد الآن هو عمل أغنية مُربحة بصرف النظر عن جودتها ؟!!
أم هل المُطرب نفسه في الوقت الحالي أصبح نفسه قصير لا يستطيع أن يغني أغنية مدتها تقترب من ساعة ؟
أم هل لأن المجال الفني حالياً أصبح يدخله الموهوب وغير الموهوب ؟!


جائز...

ولكن ما أُقنه حقاً بأن كل من أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وشادية وغيرهم الكثيرين من ابناء جيلهم كانوا يتقنون لكل عمل يقومون به, وكان هدفهم الوحيد هو فنهم وإحترامهم لعقلية جماهيرهم, كانوا يخدمون فنهم بحق وحقيقي, مثل ما خدمهم فنهم أيضاً.

فالإتقان كان ما يُميزهم..والجودة ما تشغلهم..ولذلك ظل فنهم قائماً حتى الآن, وسيظل قائما إلى أخر الزمان, ليس فقط في الوطن العربي بل في العالم أجمع..


لأن الإتقان هو المفتاح السحري للنجاة بعملك, فبدون الإتقان لا يتذكرك أحداً, حتى وأن كنت على قيد الحياة.

دعوة لي ولكم حتى نُتقن في عملنا.



Apr 27, 2016

لماذا دوري مُبهم ؟



كنت اقرأ كتاباً عن مفهوم التفكير بأنواعه, وكيفية استخدامه بالشكل الأمثل.
وفجأة!!
طرأ على ذهني سؤالاً, لا أعلم لماذا آتى فكري بذلك السؤال, حيث إنه لا يمت بأي صلة لما اقرأه, أو بما يحتويه الكتاب أصلاً !!


ولكن غالباً طرأ إلى ذهني ذلك السؤال حتى أكتب هذا المقال.
أخذت أسرح بخيالي واتأمل ذلك السؤال, لعل وعسى أصل إلى حل لهذه المُشكلة العويصة من وجهة نظري.

وكان السؤال هو: بما إن ربنا -- سبحانه وتعالى – لم يخلق أي ذرة في الكون بشكل عبثي, لماذا نضل الطريق ؟

لماذا لا يعلم أحداً – إلا من رحم ربُك -- لماذا خُلق ؟
وما هو دوره في هذا الكون وفي هذه الحياة ؟

فبالتأكيد كل منا له دور خاص ومميز آتى إلى هذه الدنيا لينفذه على أكمل وجه, إذن لماذا يوجد منا من لا يعلم هذا الدور ؟!!

توجد الكثير من الكتب, والندوات, وورش العمل...ألخ, التي تتحدث عن كيفية إكتشاف الإنسان لذاته ولدوره الذي جاء إلى هذه الدنيا ليشغله, ولكن تظل هذه النقطة مُبهمة لدى البعض, فبالتأكيد ليست المُشكلة في تلك الكتب أو ورش العمل, ولكن أين تكمن المُشكلة ؟!!


مؤخراً شاهدت فيديو على Ted.com  يتحدث فيه المحاضر عن كيفية إيجاد دورك في الحياة عن طريق خمس أسئلة تطرحها على نفسك...وكانت الأسئلة الخمس عبارة عن:
1-              من أنا ؟
2-              ماذا أفعل ؟
3-              من هم الفئة التي أفعل هذا الشئ من أجلهم ؟
4-              ما هي رغباتهم أو إحتياجاتهم ؟
5-              وكيف ما أفعله هذا, يؤثر في تغيرهم, ومن ثم تحدث لهم نتيجة إيجابية ؟


ما رأيك في تلك الأسئلة ؟

هل تستطيع أن تجيب على تلك الأسئلة بكل سهولة ويسر ؟ أم تجد صعوبة في ذلك ؟
بعتقد أن تلك الأسئلة في غاية الأهمية, ولكنها في غاية الأهمية لدى الأشخاص الذين يعرفون حقاً كيفية الإجابة عنها !!

ولكن لدى الأشخاص الذين لا يعرفون حقاً من هم, بعتقد أن حينها سوف تكون تلك الأسئلة في غاية الصعوبة عليهم, بل ومن الممكن أن يصيبهم الإحباط واليأس, من شدة عدم معرفتهم لذاتهم.


من أنت ؟

سؤال في غاية الصعوبة, ولكن أسمح لي أن أفترض إجابات نيابة عنك..هل مهنتك تعبر عن كينونتك ؟
هل نسبك يعبر عن كينونتك ؟
هل إنجازاتك تعبر عن كينونتك ؟
هل بيئتك وبلدك ومستواك الإجتماعي هو ما يعبر عن كينونتك ؟
هل الإجابة عن تلك الأسئلة تُجيب عن سؤال من أنت ؟!


في الواقع إن إجابة سؤال من أنت في الفيديو المُشار إليه مُسبقاً, المقصود به هو ما الشئ الذي تُحبه من أعماق قلبك وتُفضل أن تعمل به..
فعلى سبيل المثال:
هل تُحب الطبخ ؟
الكتابة ؟
التدريس ؟
التمريض ؟.....ألخ.
ما هو الشئ الذي تُحب أن تفعله من أعماق قلبك ؟


بالطبع, لو كل واحد منا يعلم دوره وعن سبب خلقه, كان سيفعله على أكمل وجه, وسوف يكون أفضل نسخة من ذاته على الإطلاق..

كثيراً ما سمعنا عن أن كل فرد هو تحفة نادرة غير مُكررة على الإطلاق, وبما إنك تحفة نادرة فبالتأكيد لك دور ويلزم عليك فعله, ولكنك مازلت تائه حائر في الطريق, ولا نعلم متى سوف تجد طريقك الفعلي ؟!

كان ما يدور بذهني هو سؤال واحد فقط من الممكن أن يخطر على ذهنك  أيضاً في وقت من الأوقات وهو:

لماذا لم يُعطيني الله إشارات تدلني على طريقي الفعلي الذي خُلقت من أجله, وخُلق من أجلي ؟

والإجابة عن ذلك السؤال هو:
ولماذا تفترض أن الله حقاً لم يُعط لك إشارات تدلك على طريقك الفعلي حقاً ؟

الله..دائماً وأبداً يُعطينا الإشارات التي تدلنا على الطريق, ولكن العيب فينا, فنحن إما غير مُصدقين عن أن ذلك الطريق هو فعلاً طريقنا, إما نُكابر ونتحجج بالظروف, إما ننتظر حتى تأتي الفرصة المناسبة, والتي نفجر فيها طاقتنا الكامنة, وبالتأكيد أنت تعلم وأنا أعلم أن تلك اللحظة المناسبة يستحيل أن تأتي مُطلقاً, وإلا كنا كلنا انتظرنا ولا نجد من يخرج من تلك الدائرة وينجح.


لماذا أنا دوري مُبهم ؟

فعلياً, لا يوجد أحد دوره مُبهم, طالما يكمن بداخل صدره قلب ينبض..فمادام هناك قلب ينبض, إذن يوجد دور تقوم بفعله في الوقت الحالي..
اسمع لصوت قلبك..

اسمع "لزن" قلبك على فعل شئ مُعين..ولا تستصغر ذلك الشئ مهما كان..وتذكر تأثير الفراشة فعلى الرغم من صغر حجمها, ولكن جرب أن تدخل فراشة في غرفة نومك..هل تستطيع النوم في وجودها ؟!!

صدق إنك كمهندس من الممكن أن يكون دورك هو الطبخ!!
صدق إنك كمحاسب من الممكن أن يكون دورك هو مُدرب حياة!!
صدق إنك كطبيب من الممكن أن يكون دورك هو رائد أعمال!!


صدق "الزن" الذي يصرخ به قلبك..وقم الآن وخذ أي خطوة..نحو ذلك الزن الذي يوجد بداخله دورك المعلوم وليس المُبهم.

Apr 26, 2016

بالإجبار ليس بالخيار


هل نفسك طويل أم تكل وتمل بسرعة ؟
هل تُحارب وتُقاتل من أجل تحقيق أهدافك أم تتركها وتتنازل عنها بسهولة ؟


هل تسير نحو أهدافك مهما كانت الإغراءات المُقدمة لك أم تتنازل عن أحلامك مع أول إغراء يُقابلك ؟

ولكي نكون صُرحاء مع بعضنا البعض, فيجب علي أن أقول لك أن تحقيق الأهداف ليست سهلة إطلاقاً, بل تحتاج إلى عزيمة وإصرار, ودفع ثمن من راحتك ومن وقتك بل وأحياناً من أجمل لحظات عمرك.
تحقيق الهدف يحتاج إلى شخص مُستعد ينحت في الصخر حتى يحقق أهدافه, شخص مهما كانت الظروف الخارجية ضده, يظل هو مثابر نحو تحقيق أحلامه.


ولكن...

أكثر عدو يواجهنا في تحقيق أهدافنا هو "نفسنا" !!

نعم, نفسنا هي التي تُعرقل طريقنا نحو تحقيقنا لأحلامنا, هي التي تقول لك نم ساعة أكثر وعندما تستيقظ أكمل عملك !

هي التي تُغريك وتقول لك لا شئ في تأجيل هذا العمل, فإنت شخص ذكي وعندما تنوي على فعله, سوف تنتهي منه بسرعة, فلا داعي في أن تبدأ به الآن.

نفسك هي تلك التي تُحرضك على تضييع وقتك, سواء في هاتفك الجوال أو على مواقع التواصل الإجتماعي.

نفسك هي التي تُحمسك في اللحظة الحالية, كنوع من أنواع الخداع لك, حتى تعيشك في المستقبل, بل وتغريك بالمستقبل الأفضل, فأنت تظل تابع لها وتحلم بالمستقبل وأحلام اليقظة, ولكن واقعياً أنت تضيع ساعات من عمرك في عمل اللاشئ سوى التخيل والخداع بالأحلام المؤجلة.
نفسك هي التي تخدعك, وتقول لك سوف نبدأ اليوم, ولكن قبل أن نبدأ يجب علينا أن نشتري في الأول دفتراً حتى ندرس فيه, وأقلاماً ملونة تشجعنا على المذاكرة.


نفسك هي التي تجعلك تؤجل وتؤجل وتؤجل لكل مهامك حتى تجعلك تتكاسل عنها ولا تفعلها.

نفسك هي عدوك اللدود, هي الشئ الذي إذا سيطرت عليه سوف تحقق جميع أحلامك, وسوف تفعل أي شئ تريده.

نفسك هي التي تُحرضك على الضلال, هي التي تريدك أن تضل طريقك, ولا تفعل أي شئ سوى الآكل والشرب والنوم !!

نفسك هي التي تنشئ في قلبك الرهبة والخوف من تجربة أي شئ جديد, بل وترهبك من إقدامك لأي خطوة.

نفسك هي التي تُغريك بالمتع اللحظية, وللآسف مُعظمنا نُجيب لها, بل ونتعمق في تلك المتع اللحظة ونؤجل في أعمالنا..ولكن للآسف تلك المتع سوف تعود علينا بالآلم اللعين على المدى الطويل !!


نريد تعلم لغة جديدة ولكننا لا نصبر على أنفسنا, ونريد أن نتحدث بها بطلاقة في زمن قياسي, ونتكاسل في سماع الدرس أو حفظ بعض الجمل, لأننا لا نريد التعب لا نريد أن نشعر بألم السير نحو تحقيق الهدف..فنترك تعلم اللغة ونشاهد مباراة الأهلي والزمالك !!


نريد أن ننقص من وزننا ونتبع نظام غذائي صحي, ولكننا نرى أنفسنا لا ننقص سوى كيلو كل شهر, فنترك النظام الغذائي ونذهب إلى بيتزا هت !!

نريد أن نتمرن على مهارة ما نحتاجها في عملنا, ولكن نمل من كثرة التمرن والتطور الضئيل الذي نُحدثه, فنترك التمرن, ونذهب للتنزه مع الأصدقاء في شارع 9 بالمعادي !!


صراحة لا أحد يحقق حلم وهو يظل يؤجل في إلتزاماته, فتحقيق الهدف مرتبط إرتباط وثيق بمدى إلتزامك الشخصي, ومدى قدرتك على إجبار نفسك على فعل مهامك سواء كنت ترغب في ذلك أم لا.

لا تُغريك المتع اللحظية وتُلهيك عن أعمالك, فهذه المتع هي أول شئ يتخلى عنك على المدى البعيد, وسوف تُشاهدك وأنت تتآلم من شدة الوجع والندم على ما فات, وسوف تضحك عليك وأنت ندمان وتبكي على الماضي والأطلال !!


ولكن..دعونا نتفق أنا وأنتم أن نفتح صفحة جديدة في حياتنا, وأن نظل نثابر ونستمر في سعينا وإجتهادنا نحو تحقيق أهدافنا, بل ونجبر أنفسنا على فعل ما يجب علينا فعله, نتفق على إننا ندفع ثمن تحقيق أحلامنا, ونستمتع حقاً بالرحلة.

بالتأكيد من حقك أن تحصل على قسط من الراحة, فالحياة ليست كلها عمل وأحلام وأهداف, عندما تشعر إنك بحاجة إلى الراحة, رجاءاً استرح وأفصل تماماً عن أي شئ, حتى تعاود أكثر نشاطاً في طريقك لتحقيق أحلامك...

وتذكر أن الإحساس بالآلم اللحظي الحالي, حيث إنه آلم السعي والإجتهاد, أفضل بكثير من إلاحساس بالآلم مدى الحياة على المدى البعيد..

فقط..ابدأ الآن..وتوكل على الرزاق..الذي لا يُضيع أجر المُتقنين..

Apr 25, 2016

الذكاء المالي



ما هو المبلغ الذي إذا حصلت عليه سوف تحل جميع مشاكلك المالية الحالية ؟
مليون ؟!!
أثنين مليون ؟!!
ثلاثة مليون ؟!!


رجاءاً قُل لي ما هو الرقم بالضبط ؟
نفترض إنك قُلت لي مليون جنيه..مليون جنيه إذا تحصلت عليهم سوف تحل جميع مشاكلك الحالية..
وبعد ما ينتهي ذلك المليون ؟!
هل تظن بأنك لم ولن تواجه مشاكل مالية أخرى ؟!!
بالطبع سوف تواجه مشاكل مالية أخرى..
وكم من المبلغ الذي إذا حصلت عليه سوف تحل هذه المشاكل المُستحدثة ؟!


نفترض مرة أخرى إنك قُلت أثنان مليون.
وبعد ما ينتهان..بالطبع سوف تواجه مشاكل مالية أخرى !!
هل لاحظت معي إنك عندما تحل مشاكل مالية ما سوف تظهر مشاكل مالية أخرى ؟!!


هل سألت نفسك لماذا هذا يحدث ؟
لماذا عندما أحصل على بعضاً من الأموال وأقوم بحل بعض المشاكل بها..تواجهني مشاكل أخرى من نفس النوع ؟!!
إذن ما الخلل هنا ؟!


الخلل يا عزيزي ببساطة يكمن في ما يُسمى بالذكاء المالي.
جميعنا درسنا في المدراس والمراحل التعليمية المختلفة بالطبع, ولكن هل تتذكر في يوم من الأيام إنك درست في المدرسة أو حتى الجامعة, شئ اسمه الذكاء المالي ؟!!
بالطبع لا..


فالذكاء المالي ليس من أولويات التعليم في مصر, فنحن نهتم بمواد أخرى, غالباً محتواها أنقرض من مئات السنين, ولكننا مازلنا ندرسها حتى الآن, ولهذا السبب فمُعظم المواد التعليمية في المجتمع المصري تُعد بمثابة التاريخ العريق ذات الأصالة, فلا تطور ولا تحديث لأي من تلك المواد..


ولكن نعود مرة أخرى لموضوعنا وهو الذكاء المالي..
الذكاء المالي ببساطة يا عزيزي هو إنك تنفق بأقل ما تحصل.
فعلى سبيل المثال:


ليس من المنطفي أن يكون مُرتبك 1500 جنيهاً في الشهر, وأنت تصرف 2500 جنيهاً في الشهر, وتورط نفسك في ديون ما لا نهاية !!
فبالتأكيد الديون ليست متواجدة في قاموس الذكاء المالي..

من الممكن أن يقول لي أحداً بأن عليه الكثير من الأقساط, والدروس الخصوصية للأولاد, وإلتزامات مادية أخرى ليست لها حصر !!

بالطبع توجد الكثير من الإلتزامات المادية لدينا جميعاً, ولكن تختلف من شخص لآخر..فمثلاً يوجد الشخص الذي يتنزه سيراً على الأقدام ويشتري الآيس كريم ويستمتع بوقته جداً, بينما نجد الأخر أن يشتري أيضاً الآيس كريم ولكن من الفور سيزون !!


الأثنان استمتعا بوقتهما, ولكن هذا صرف مبلغاً بسيطاً وذاك صرف مبلغاً كبيراً..لماذا ؟

حتى يكتب لنا على الفيسبوك إنه حالياً جالس يتناول الآيس كريم في الفور سيزون..وهنا تكمن المُشكلة وهي "حب المظاهر"

شهوة المظاهر هي ما حولت حياة مُعظمنا إلى الجحيم, فنحن نلبس ونأكل ونسكن بناءاً على نظرة الآخرين لنا, ولا نقتني فعلاً ما نريد حقاً..
نورط أنفسنا بأقساط سيارات ضخمة, حتى يُقال علينا إننا "ولاد ناس", ولكن في الواقع نحن لا ننام الليل من كثرة الديون وعدم معرفتنا كيف يمكننا تسديدها!!


الكارثة الأكبر عندما تجد أسرة بسيطة تقوم بتجهيز ابنتها من الديون وتوقيع إيصالات الأمانة على نفسها, حتى لا يقول أهل عريس تلك الفتاة – العروس --  شئ مسئ لهم !!


فيضغطون أنفسهم بل ويُسجنون بإيصالات الأمانة تلك, فلا شئ, ولكن أن يعيب فيهم أهل العريس فهذه هي المشكلة الكبرى !!
لا أدري ما أقول سوى "لا حول ولا قوة إلا بالله".


الذكاء المالي سوف يُعلمك أن تدع نظرة الآخرين لك جانباً, ولكن ما يهمك حقاً هو نظرتك لنفسك ولإمكانياتك الحالية فقط...
بعتقد إنك مُستحيل أن تستمتع بسيارة أو منزل أو....ألخ وأنت لا تعلم كيف يُمكنك تسديد أقساط هذا الشئ !!


الإستمتاع الحقيقى أن تحصل على الشئ الذي تريده من المال الذي يتوفر لديك في الوقت الحالي, دون ضغط نفسك بالديون.
نحن نحتاج في الوقت الحالي نشر ثقافة الذكاء المالي أكثر من أي وقت مضى.


فلنتعلم الذكاء المالي...وهناك كثير من الكتب التي تُعلم إياه..
إقرأ...تعلم...ترتاح البال..
J

Apr 21, 2016

زوجتي ضابط شرطة !!




الزوجة المصرية الأصيلة هي التي تفتش وتنبش في أشياء زوجها العزيز الموقر سواء كانت تلك الأشياء, هاتفه الجوال أو الكمبيوتر الشخصي الخاص به....ألخ, وبالتأكيد هي الشخص الذي دوماً يبحث عن ماضي زوجه المسكين, كان يُحب من ؟, وكان خاطب من ؟, ومن هي الشخصية التي تلفت نظره ؟....ألخ.


دائماً الزوجة المصرية تبحث عن المتاعب التي تعود عليها دوماً إلى الأرق والإكتئاب, تبحث دوماً عن الدليل المادي القاطع الذي تفحم به زوجها, وكأنها قد عثرت على الكنز الذي طال انتظاره, سواء كان الدليل هذا رسالة نصية نسي يُمحيها "الخلبوص" من جواله أو تاج برئ من زميلة العمل له على الفيسبوك تذكره بإنه ينام مبكراً حتى يكون "فايق" في عمله غداً!!


تريد معرفة تفاصيل حياته قبل معرفتها به أصلاً!!, في حين إننا مراراً وتكراراً ننبه وننوه ونقول لكل امرأة ولكل رجل لا تسأل عن ماضي الطرف الأخر, لأن ماضيه لا يُعني لك مُطلقاً أي شئ, إلا إذا الشخص ذات نفسه أراد أن يحكي لك عن كل شئ مر به في حياته من مآسي ومحاسن "ده لو كان فيه محاسن أساساً".


ويا سلااااااااااااااااااااااام بقى لو تأخر الزوج في عمله, بالطبع سوف تشك به وعقلها يظل يذهب ويجئ ويصرح وعن يقين "متعرفش ياخويا جابت اليقين ده منين", بإنه يوجد الآن مع زوجته الثانية, في حين أن الرجل برئ, هو فقط تأخر في عمله لكثرة الأشغال –ولو إني شاكة أنا شخصياً إنه تأخر في عمله حقاً-- ;)


أصبح البيت الزوجي بمثابة المصارعة الحرة ما بين الطرفان, لولا وفاة ممدوح فرج رحمة الله عليه, كانا الأثنان أستعانا به لفض تلك المنازعات والشكوك فيما بينهما, ولكن ما باليد حيلة فقد توفاه الله وليس أمامنا شئ سوى الإستعانة بوالدتك أو والدتها !!


نعم...


أسمع أحداً يقول لي لألألألألألألألألألألألألألألأ, أنا من سوف أقوم بحل مشاكلي بمعرفتي ولا أريد تدخل حماتي مُطلقاً :O
وذلك بالطبع هو المطلوب أن تحلا مشاكلكما سوياً بدون تدخل أحداً فيما بينكما.


عزيزتي الزوجة المصرية رجاء خاص, أمتنعي عن ممارسة وظيفة ضابط الشرطة مع زوجك, أعطي له مساحة من الحرية, أعطي له الأمان وثقي فيه "ولكن بلاش الثقة المطلقة العمياء دي" ;)


كوني له زوجة رقيقة جميلة رفيقة له, بدل ما تكوني له أمنا الغولة :/
حاولي تُدخلي السرور على قلبه, ولكِ الأجر والثواب, وأفعلي كل شئ يُحبه.


اسألي والدته عن أفضل أنواع الأطعمة التي يُحبها زوجك, وتعلمي هذه الأصناف من والدته وفاجئ زوجك بها "دي أصلاً لو وافقت تديلك أسرار الطبخ بتاعتها, قال يعني فاكرة نفسها الشيف الشربيني, وهتديلك سر خلطتها الجهنمية في التتبيلة اللي هية".
إنزلي أشتري له أنواع التي شيرتات التي يُفضلها بالألوان التي يحبها "آه طبعاً عشان يبقى أمور في شغله والبنات تتجنن عليه" ;)


شاركيه هواياته, بمعنى لو كان زوجك يحب ممارسة رياضة ما, أتعلميها وأتدربوا سوا, ولو كان يحب القراءة, حاولي حاولي تكوني مثقفة وتجاريه في الحوار, أما إذا كان زملكاوي فللآسف حاولي تمثلي إنك لديك روح رياضية وأكتمي وبلاش تصرحي عن حقيقتك كأهلاوية, ولو كان يُحب وده أكيد يُغازل النساء في الشارع "عاكسي" معاه.


المصارحة, المصارحة, المصارحة, لابد وأن يوجد بينكما كل أنواع المصارحة والشفافية, يعني لو مش قادرة تطيقي رائحة قدميه لازم تصارحيه بالموضوع ده, لأنك بكدة ممكن تنهاري وتموتي مخنوقة, "الجيران أشتكوا من ريحته يا أمي" :/


كوني عاقلة مش أي غلطة تصدر منه, يبقى أول شئ تفكري فيه هو الطلاق, لأ "كبري دماغك شوية" في الأشياء التي من الممكن يكون فيها تكبير للدماغ. ;)  "لو خانك مرة مش أزمة يعني, أعتبريها نزوة وهيرجع لصوابه في يوم من الأيام ولو مرجعش إنتِ حاضنة والشقة من حقك, خليكي ناصحة, مش يبقى لا راجل ولا شقة كمان".


كل شهر تناولا مع بعضكما البعض عشاءً رومانسي في الخارج...وفي لحظة تجلي وإنتِ تحتسي الشربة الساخنة جداً اسأليه الأسئلة التالية:

1-              إيه رأيك فيا يا حبيبي..في حاجة بعملها تحب إني أقلل منها ؟
2-              في حاجة بعملها عايزني أكثر منها شوية ؟
3-              في حاجة نفسك أعملها عشانك وأنا مش بعملها ؟
4-              في حاجة نفسك أبطل أعملها نهائي ؟


هااا يا حبيبي قول لي صارحني :*
وطبعاً لو قالك أنا عايز أغيرك إنتِ شخصياً...طبعاً إنتِ فاكرة إن طبق الشربة مازال أمامك..ربنا يقدرني على فعل الخير. :D



***بعترف أن الحياة الزوجية مُعقدة لما بها من متطلبات وواجبات وحقوق كثيرة, ولكن بإيدينا أن نجعل من حياتنا أسطورة جميلة نعيشها سوياً, كلا الطرفين يجب أن يعمل مجهود لإنجاح تلك العلاقة المقدسة, وأيضاً كلا الطرفين يجب أن يتمتع بطولة البال على الطرف الأخر...ويكبر دماغه..
J J