May 26, 2016

فُقدان النعم خير من إهمالها!


يرزقنا الله بالكثير من النعم التي لا تُعد ولا تُحصى, فمنا من يستغل تلك النعم على أكمل وجه, ويشكر الله عليها, ومنا من لم يستغلها مُطلقاً, أو يستغل فقط القليل منها..
منا من يعلم حقيقاً نعمه, ويستغلها في إنه يستخدمها في خدمة خلق الله, ومنا من لم يستغلها مُطلقاً سواء لنفسه أو لغيره.

منا من يأخذ جميع نعمه كشئ مُسلم به, يستحيل أن يفقدها, ومنا من يُقدر جميع النعم تلك, لأنه يعلم في قرارة نفسه, إنها غير مضمونة, بل ويعلم أن هناك الكثير من البشر, من يتمنوا نعمة واحدة فقط من نعمه تلك, لفقدانهم هذه النعم جميعاً أو واحدة منها.

نعم الله لا تُعد ولا تُحصى:

ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز, أن نعمه لا تُعد ولا تُحصى, ولكن إذا سألت شخصاً ما, وطلبت منه أن يشكر الله على عشرون نعمة فقط من نعمه, سوف تجده بعد العدد خمسة يتوقف, بل ويظل يتذكر ما هي تلك النعم, وأحياناً أيضاً تجده يفكر في النعم الأخرى المتوفرة لدى البعض, وليست لديه..
على سبيل المثال: فتجد شخصاً ليس لديه فيض من الأموال, ليصرف بها على أسرته وعلى نفسه, عندما تطلب منه أن يشكر الله على نعمه, تجده يقول لك: وأين هي تلك النعم ؟!, فأنا لدي الكثير من الديون, التي لا أدري كيف أن أسددها, وإذا طلبت منه أن يركز على النعم, ويترك جانباً الأشياء الغير متوفرة لديه الآن, يقول لك: وأين النعم هذه ؟! فتقول له: جسدك الخالي من الأمراض, أولادك المتفوقين دراسياً, مهنتك..........ألخ, فتجده ينظر إليك وكأنك قادم من كوكب أخر!!
عزيزي القارئ..أعلم أنك مُقن تماماً بأن الله رزقك بالكثير من النعم التي لا تُحصى, ولكن هل فكرت في تلك النعم, وحاولت أن تستغلها بالشكل الذي يرضي الله – عز وجل -- ؟!


بعض من نعم الله:

بداية دعونا نوضح ولو جزء بسيط من تلك النعم:
1-    عندما تكون ظمأن وفي أشد الحاجة لشربة ماء, وبالفعل عندما تشرب تجد نفسك أرتويت من الماء!, هل فكرت يوماً ما أن الله قادر على إنه يمنع عنك الإحساس بالإرتواء ؟!, ومهما شربت تجد نفسك في حاجة أيضاً للكثير من الماء؟!
2-    عند الشعور بالجوع بالتأكيد ستأكل, ولكن ماذا لو أكلت ولم تشبع ؟!
3-    ماذا لو تنفست ولم تجد هواء تستنشقه ؟!
4-    ماذا لو استيقظت ولم تستطع أن تحرك قدميك ؟!
5-    ماذا لو تعثرت لديك عملية الإخراج ؟
6-    ماذا لو لم تجد البصر والتي من خلاله تقرأ هذه الكلمات ؟!
7-    ماذا لو لم تستطع النهوض من الفراش ؟!
8-    ماذا وماذا وماذا.......ألخ.


الإستغلال الأمثل لنعم الله:

أعلم إنك تعلم, بأن نعم الله كثيرة ولا يمكن حصرها, ولكن تلك النقاط كانت لتذكرة نفسي بها قبلكم.
الله سبحانه وتعالى رزقك بهذه النعم لكي تستغلها, وتستمتع بها بالتأكيد, ولم يرزقك إياها لكي تهملها أو تتجاهلها..
فرزقك النظر, لكي يساعدك على التعلم وقراءة كتابه الكريم, والنظر إلى كل ما هو جميل في الحياة, ورزقك العقل لكي تستخدمه فيما يجلب إليك السعادة والإبداع إلى حياتك.
أيضاً رزق غيرك بابتكار الأشياء, لكي تستخدمها أنت في أفعال قيمة نافعة لك ولغيرك, كالأنترنت على سبيل المثال وليس الحصر.
ولكـــــــن, وللأسف الشديد!!


تجد الكثير منا من يستخدم جميع نعم الله تلك, فيما هو فاسد له ولغيره من البشرية, والأخطر تجد من يهمل جميع نعم الرزاق تلك, ولا يهتم بغذاءها, فلا يهتم بغذاء عقله, ولا يهتم بغذاء جسده, ولا يستخدم قدماه ويداه في أفعال الخير.....ألخ.
بل يهمل كل تلك الأشياء جميعاً, على اعتبار إنها شئ مضمون ومُسلم به.
لا يا عزيزي جميع النعم ليست شيئاً مضموناً, ففي لحظة من الممكن أن تزول تلك النعم ولا تجدها, ولهذا السبب قُم واستخدمها فيما ينفعك وينفع غيرك, وقبل كل هذا قُم وأفعل بها ما تجعل الله يرضى عنك, ويتباهى بك أمام ملائكته...


النعم وُجدت لكي تستخدمها...لا...لكي تهملها...

No comments:

Post a Comment