May 18, 2016

أنا السبب!



"يا واخد القرد على ماله..."
هذا أصدق مثل يُعبر عن حنان.
                                ***

كانت حنان في الصف الثالث الثانوي, عندما تقدم لخطبتها "جيمي", الذي كان يقطن في العقار المجاور لها.
ظل جيمي يُلاحق حنان طيلة أربع سنوات, قبل أن يتقدم لخطبتها.
كان جيمي يعمل في ملهى ليلي, وأحياناً كان يتاجر في المخدرات, فهو حاصل على بكالوريوس التجارة, وعندما انتظر لسنوات على أمل أن يعمل بشهادته, لم تأتي الفرصة له مُطلقاً, ولم يجد أمامه سوى ذلك العمل.


عندما ألتحق بتلك الوظيفة, بدأت سلوكياته تتغير شيئاً فشيئاً, فأصبحت حياته بأكملها عبارة عن عمله, وأيضاً نزواته المستمرة والمتكررة مع النساء والراقصات !!

حاول والداه أن يمنعاه عن السير في ذلك الطريق, ولكنه أبى أن ينصت لهما.

وبعدما أستقر في عمله, فكر أن يتزوج من الفتاة الذي ظل طفها يُراوده طيلة سنواته الجامعية, وبالفعل تقدم لخطبتها, فوافقت حنان, على الرغم من معرفتها بطبيعة عمله, وسط مُعارضة أخوانها, وموافقة والدتها وأخواتها, حيث كانت حنان الابنة الصغرى لتلك العائلة البسيطة, المنعدمة مادياً تقريباً, فجميع أخوانها وأخواتها تزوجوا, بل وأنجبوا ابناء في مثل عمرها, وكان الجميع يريد أن يفرح ويسعد بالبنت الصغرى "حنان".


لم تكن يوماً حنان تُحب جيمي, ولكنها قبلت طلبه هذا, طمعاً في ثروته, كانت تظن من قِبلها, إنها سوف تغير من طباعه هذه, وأن تحتويه حتى لا ينظر لامرأة غيرها.

تركت حنان دراستها, وتم الزفاف وسط فرحة الأهل, ولكن لم يحضر أحداً من إخوانها حفل الزفاف, لعدم رغبتهم في تلك الزيجة مُطلقاً, ولعدم ثقتهم في أخلاق جيمي.

كانت السنة الأولى للزواج بمثابة الجنة من وجهة نظرها, فكان جيمي يغدق عليها بحنانه, ويُعطيها من الأموال ما تريد, وبعد عامان من الزواج أنجبا طفلتهما الأولى, وبعد ذلك بخمسة أعوام أنجبا الطفلة الثانية, ولكن في تلك الفترة تغير جيمي, بل وصارت أخلاقه تنحدر إلى مستوى مُتدني أكثر فأكثر, ويتطاول على حنان بالضرب والألفاظ البذيئة التي لا يقدر عليها أحد.


حاولت حنان مراراً وتكراراً معه, حتى يُحسن من أخلاقه ولكن بلا جدوى, بل والأكثر من ذلك, صار يخونها على مستوى أوسع من ذي قبل.

فكان يستغل لحظات سفرها إلى أحد أخوانها, الذي كان يعيش في الإسكندرية, ويأتي بالنساء صديقاته إلى منزل الزوجية, حاول الجيران لفت إنتباه حنان لما يحدث بداخل شقتها في غيابها, ولكنها لم ترد تصديقهم, فليس لها مصدر دخل سوى جيمي, وعلى الرغم من إنها أكملت دراستها بعد الزواج وحصلت على بكالوريوس الخدمة الإجتماعية, إلا أنها لم تعمل بشهادتها.


وفي يوم سافرت إلى أخيها, فأتصلت بزوجها لتسأله على شيئاً ما, فأحست من نبرة صوته, إن هناك شيئاً ما يحدث بداخل شقتها, وعلى الفور أتصلت بوالدتها وطلبت منها التوجه إلى منزلها, حتى تخبرها بما يحدث.

وبالفعل توجهت الأم إلى شقة ابنتها, والتي صوعقت مما رأته أمام أعينها, فكان يخون ابنتها بالفعل, ولكن ياليته كان يخونها مع أي فتاة أخرى غير هذه الفتاة!!
فكان يخونها مع ابنة أختها!!!


نعم, كان يخونها مع المرأة التي كانت تعتبرها حنان صديقتها وليست ابنة أختها..

هرولت حنان مُسرعة إلى منزلها بعدما أخبرتها والدتها بما رأته, وواجهت زوجها الذي قال لها: أنا حُر أفعل ما أريد ولا أحد يستطيع منعي!

فذهبت مُنكسرة إلى أختها الكبرى لتشكو لها همها, والتي قابلتها بمنتهى الهدوء, وقالت لها ابنتي طُلقت من زوجها, بعدما وصل إليه خبر خيانتها له, وإنتِ تكرهين زوجك, فما الداعي لذُعرك هذا, وأنا أرى إن جيمي مناسب جداً لابنتي بعدما يُطلقك.

وقع على حنان الخبر كالصاعقة, لم تدري بنفسها إلا عندما عادت إلى منزل الزوجية, لكي تطلب الطلاق من الزوج الخائن.

 فقال لها: أنا يستحيل أطلقك, ولو ظللتي مُقيمة عند والدتك لم أدفع مصاريف مدارس ابنتاي الخاصة, وسوف أعتبركن أمواتاً.
فقالت له: أرجوك طلقني, أنا لا أريد شئ منك سوى ورقة طلاقي.
ولكنها ظلت تنبح صوتها بلا جدوى, بل وترك لها المنزل وذهب إلى عمله.


وما كان أمامها سوى رفع دعوى خُلع, وطُلقت من أول جلسة, بعدما صرحت للقاضي بهوية زوجها وطبيعة عمله..

No comments:

Post a Comment