كل عام وجميع الأمة الإسلامية بألف خير وصحة وعافية, بإذن الله.
التقرب إلى الله:
نحن الآن على مشارف الأبواب لإستقبال الشهر المُعظم, دقت ساعات العمل,
والجميع يتنافس لإستغلال نفحات هذا الشهر على أكمل وجه, الجميع يتسارع لعمل الخيرات
ابتغاءاً لمرضاة الله – عز وجل --, كُلنا نعمل جاهداً حتى نفوز برضى الخالق, منا من
يتقرب إلى الله بقراءة القرآن, ومنا من يتقرب إلى الله بالصدقات, ومنا من يتقرب
بكثرة الصلاة على الحبيب – عليه أفضل الصلاة والسلام --, ومنا من يتقرب إلى العزيز
بالتراويح.
الجميع يحاول التقرب إلى الله, بطريقته الخاصة ليفوز في ذلك الشهر
بالمغفرة والرحمة والبركات, وآملاً في أن يكون ممن يُعتق رقابهم في هذا الشهر
الكريم.
مُعظمنا في بداية شهر رمضان, يذهب إلى الجامع لأداء صلاة التراويح, يقرأ
القرآن ليلاً ونهاراً, يختم القرآن الكريم في الشهر حوالي ثلاثون مرة.....ألخ,
الجميع يعمل لينال رحمة الرحمن.
إرهاق العبادات:
ولكــــــن !!!
تلاحظ عزيزي القارئ, إنك في بداية ذلك الشهر, ترى في نفسك الإجهاد
والتعب, في أول أيام الصيام, ترى في نفسك الإرهاق, مع رابع ركعة في صلاة التراويح,
ترى في نفسك التكاسل عن قراءة ولو جزء من القرآن الكريم..
ولكن, لماذا هذا يحدث ؟
لماذا نشعر بالتعب والإرهاق في بداية ذلك الشهر, وفي أواخر الشهر وبعدما
إعتادنا عليه, نجده للأسف قد رحل عنا الشهر الكريم, بسرعة
البرق..
لماذا لم نستقبل رمضان بكامل إرادتنا القوية, وعزيمتنا المُشتعلة, وبعلو
همتنا ؟
لماذا ؟
ببساطة لأننا لم نستعد لإستقبال الشهر الكريم, الاستعداد الأمثل الذي
يليق به.
نعم, كيف ؟
رجاءاً لا تدافع عن نفسك وتقول لي, بلى, فأنا استعد بما أوتيت من قوة
لهذا الشهر..
أعلم, إنك من الممكن أن تكون من هؤلاء الأفاضل الذين يستعدون لرمضان,
ولكن ليس الجميع مثلك, فالكثير من الناس ينتظر حتى قدوم الشهر المُعظم, ويبدأ في
الاستعداد.
الاستعداد لرمضان:
والسؤال الآن الذي يطرح نفسه هو:
كيف لي أن استعد لشهر رمضان ؟
1-
إذا كنت ممن يفطرون في الصباح الباكر, حاول بقدر الإمكان أن تؤخر موعد
فطورك يومياً ولمدة ساعة بالتدريج, حتى يأتيك رمضان وأنت مستعد على الإفطار في وقت
المغرب.
2-
إقرأ يومياً جزء من القرآن الكريم, ولا تنس أن شهر رمضان هو شهر القرآن,
وعليه, فيجب أن تعود نفسك على قراءة القرآن يومياً, حتى تختم المصحف في رمضان, ولكن
تختم المصحف وأنت واعي ومُدرك لآياته.
3-
صفي قلبك من جميع المُشاحنات, سواء العائلية أو الإجتماعية كالأصدقاء أو
زملاء العمل, وأعفو إذا استطعت عن الجميع, لكي يعفو الله عنك ويغفر لك.
4-
عود نفسك على الصيام, على الأقل يومان في الأسبوع, وليكن أثنين
وخميس.
5-
جدد النية, جدد نيتك وتُب إلى الله, جدد نيتك وأجعل حياتك من أجل رضى
الله – عز وجل --.
6-
حاول أن تقم الليل, لتهيئة نفسك وجسدك على صلاة التهجد.
7-
أجعله شهر العبادات, وليس شهر المأكولات والمشروبات.
مقاصد العبادات:
جميع النقاط السابقة مُتعلقة بك وبعلاقتك مع الخالق, ولكن ماذا عن
علاقتك بخلق الخالق ؟
طبق مقاصد العبادات, تكن بذلك رضيت الله, سواء بعلاقتك معه, وأيضاً
بعلاقتك مع جميع خلقه.
على سبيل المثال وليس الحصر:
فالمقصد من الصلاة, هي أنها تنهي عن الفحشاء والمُنكر, أي لا تكن من
المُصلين, وبعد الصلاة تتحرش بالنساء أو تقبل الرشاوي أو تتلفظ بألفاظ
بذيئة...ألخ.
فالمقصد من قراءة القرآن هو تطبيق ما جاء فيه, وتهذيب لقلبك
ولنفسك...ألخ.
ولهذا السبب رجاءاً, جدد النية وأستقبل رمضان, وأنوي أن تكون إنسان
جديد, أنوي أن تكون فعلاً مُسلم وليس فقط مُسلم في البطاقة, ولكن الأفعال تدل على
شخص...ليس مُدرك لمدى مسئوليته.
فكن مُسوق, لدينك الإسلام الحنيف.
وكل عام وأنتم بخير....
No comments:
Post a Comment