سؤال بيني وبينك: هل تستطيع أن تختار بكامل إرادتك أن تُحب شخص ما, دون
الأخر ؟
منا من يُجيب بالإيجاب, ومنا من يُجيب بالسلب, ولكن أسمحوا لي أن أُجيب
في هذا المقال نيابة عنكم.
في الواقع, لا أحد يستطيع أن يختار يُحب مَن دون الأخر, فالحب يأتي فجأة
دون مُقدمات, تجد نفسك وقلبك ومشاعرك منساقة تجاه أحداً دون الأخر, تجد نفسك ترتاح
لشخص ما, ولا تعلم لماذا, تجد نفسك تسعد لرؤية شخص ما معين, تجد نفسك تشرد بخيالك
وتُفكر في هذا الشخص, بلا أدنى تحكم منك.
وأيضاً تجد نفسك تخطط وتحلم بأشياء تود تحقيقها مع هذا الشخص
بالذات..
الحب من أقوى المشاعر في الكون, وكما قيل لنا سابقاً أن الحب يصنع
المُعجزات, والمقصود بالحب يصنع المُعجزات, هو الحب المُطلق لشئ ما, كحبك لمهنة ما
فتجد نفسك تُبدع فيها, وكحبك لبلد ما فتجد نفسك تدافع عن حبات رملها بدمك, وكحبك
لشخص ما, فتجد فجأة تولدت لديك طاقة رهيبة لفعل المُستحيل, حتى تتزوج هذا الشخص,
ويضمكما بيت واحد.
من وجهة نظري بالحب تحيا الأمم؛ لأنه أقوى وأطهر طاقة في الكون, وفي
الديانة المسيحية يقولون: "الله محبة", فالله خلقك لأنه
يُحبك..
نعود مرة أخرى للحب ما بين الرجل والمرأة..ونعود ثانية للسؤال هذا: هل
تستطيع أن تختار الشخص الذي تُحبه ؟!
في فيلم النمر والأنثى لعادل إمام, وأثار الحكيم, كانت نعيمة "أثار
الحكيم" تمتهن لمهنة مشبوهة للغاية, وبالطبع أخذت عقوبتها, الذي يستحقها كل من
يمتهن تلك المهنة "دعارة", وعندما قابلها وحيد ضابط الشرطة "عادل إمام", بالطبع
كانت تائبة, ولم تعد مُطلقاً لهذه المهنة, قرر وحيد أن يستخدمها للقبض على العصابة,
فكانت بالنسبة له شخص سوف يساعده للإيقاع بالعصابة, ومن شدة تعاملهما المستمر معاً,
أحب كل منها الأخر, ضابط شرطة يُحب امرأة كانت في يوم من الأيام تُشبه أي أحد
يتعامل معها, وهي أيضاً أحبته حباً جماً..!!
في فيلم ويجا لهاني سلامة و دوللي شاهين, أحب هاني "هاني سلامة", سارة
"دوللي شاهين" عندما تعامل معها, وكانت هي الأخرى تعمل في مجال غير مُشرف, وهو كان
ممثل مشهور, ولم يكن فارقاً معه إطلاقاً ماضيها.
في فيلم "إنت عمري" أحب يوسف "هاني سلامة" شمس "نيللي كريم", في حين إنه
متزوج أصلاً من امرأة يُحبها كثيراً, ولديه ولد منها..ولكن السهم الكيوبيدي أخترق
قلبه, فأحب مرة أخرى.
الحب كالسهم الذي ينغرس في أعماق قلبك بدون إستئذان, لم تستطع أن تُحدد
من مَن تُحب ومن مَن تكره!, فقلوبنا ليست بإيدينا إطلاقاً, تجد نفسك تُحب شخص ما
بالرغم من معاملته السيئة لك, وأيضاً تجد نفسك تكره شخص ما, بالرغم من معاملته
الحسنة لك.
السؤال الآن الذي يطرح نفسه هو:
إذا كنا لا نستطيع أن نختار نُحب من, فكيف لنا أن نرضى بالحياة مع شخص
يعاملنا بمنتهى القسوة ؟
كيف لنا أن ننساق هكذا وراء عواطفنا بلا لجام ؟
كيف لنا أن ندع عواطفنا هي التي تتحكم بنا ؟
بالفعل أنت لا تستطيع أن تُحدد الشخص الذي تُحبه, ولكن تستطيع أن تتحكم
في مشاعرك, هل تنجرف وراءها أم لا؟, تستطيع أن تشد لجام عواطفك وتجعلها هي التي
تنساق وراءك, وليس أنت.
تستطيع أن تتحكم في مشاعرك, فالحب يأتي عن طريق كثرة التعامل مع شخص ما,
ولكن إذا كنت قد قابلت شخص ما للمرة الأولى, وشعرت حينها إنه لفت إنتباهك أو جذبك
بشكله أو شخصيته, تستطيع أن تمنع نفسك أن تفكر به, إذا كان شخص غير مناسب لك,
وتستطيع أن تمنع نفسك من التعامل معه, حتى لا يكبر الحب بداخلك ويكون حب من طرف
واحد.
من الصعب علينا أن نتحكم في قلوبنا, ولكن من السهل هو عدم الإنسياق وراء
عواطفنا..
فليس بإيدينا الحب, ولكن بإيدينا أن نقرر نستمر في هذه العلاقة أم لا,
قبل أن يتفاقم الحب بداخلنا, وحينها القدرة على التشافي منه ستكون مؤلمة
للأسف..
وقبل كل شئ عندما تجد الشخص المناسب لك, حبه من كل قلبك, ولكن إياك أن
تتعلق به..فالحب يقوي الشخصية, بينما التعلق يدمرها..