Aug 30, 2018

أشتقت للأمومة ولكن...!





أعتادت أسبوعياً أن تشاهد فيلماً يتحدث عن قضية ما, وفي هذا الأسبوع عزمت على قضاء سهرتها في مشاعدة فيلم تدور أحداثه حول امرأة تريد أن تصبح أماً, ولكنها لازالت عزباء!
فكرت بطلة الفيلم في كافة الوسائل المشروعة والغير مشروعة حتى تنجب طفلاً, فالعمر يتقدم بها ومع مرور السنين, من الممكن أن يصبح حلمها في أن تصير أماً يكاد يكون مستحيلاً.

كانت تتابع أحداث الفيلم في تأثر وشغف عميق, ربما لأنه لمس شئ ما بداخلها!
أنتهت من الفيلم, وأخذت تفكر في أحداثه, أنتهى الفيلم ولكن مشاعرها لم تنتهي بعد, فقد أنجرفت وراء مشاعرها, تداعب بمخيلتها كيفما تشاء, تذكرت أنها هي أيضاً شارفت على الثلاثين من عمرها, وتذكرت أيضاً رغبتها الشديدة في أن تصبح أماً, ولكنها أيضاً لم تتزوج بعد.

قررت أن تفعل أي شئ حتى يشتت تفكيرها في حلم الأمومة وفي أحداث ذلك الفيلم, فقامت بالإتصال بصديقتها, شعرت الصديقة أن صوتها لم يكن كالمعتادة عليه, فصوتها به شجن ودموع لم تعبر عن نفسها بعد.
سألتها الصديقة: هل أنتِ بخير؟
فأجابت: نعم, بخير.
الصديقة: إذن, لماذا أشعر بأن هناك شيئاً بداخلك لم تفصحي لي عنه؟
فردت عليها: لا, لم يكن هناك شيئاً.

الصديقة: سأتركك على راحتك, وإذا شعرتي بالرغبة في الحديث معي فأنا دوماً بجانبك يا حبيبتي.
فبكت وقالت لها: كنت أشاهد فيلماً, يناقش فكرة الأمومة, وهذا ما سبب لي ضيقاً في نفسي, لأنه ذكرني بحلمي أنا أيضاً بالأمومة, وأخذت أفكر في كثير من الأشياء, هل أنا حقاً أريد أن أصبح أماً أم لأنني كبرت فهذا شئ طبيعي أن أفكر في الأمومة؟!
هل إذا أنجبت طفلاً سوف أرعاه حقاً أم سوف يتأثر بالحياة الخارجية وأراه كغالبية الجيل الحالي, لا يكترث بأي شئ مطلقاً؟!

أنا حالياً قادرة على أن أقف على قدماي وأتحمل مسئولية نفسي, ولكن ماذا بعد الهرم, أليس نحن بحاجة إلى الأبناء لكي يرعونا كما رعيناهم في صغرهم؟
وعندما أنظر حولي أجد جفاء الأبناء على آبائهم, فأقول في نفسي حمداً لله أنني لم أنجب ولداً يذيقني المر..
أنني خائفة بل أشعر بالرهبة تمتلكني بشكل لا يصدقه أحد, لا أعلم هل الإنجاب أمر لا بد منه, لكي أجد من يتولى أمري عند الكبر, أم عدم الإنجاب هو الأمر الحتمي في ظل وجود مجتمع بلا أخلاق كمجتمعنا هذا؟
فأنا حقاً من شدة حبي لهم لا أريد أن أنجبهم في مجتمع مثل مجتمعنا هذا.
لا أدري ماذا أفعل؟

الصديقة: أقدر مخاوفك جيداً يا حبيبتي, ولكني أرى أنك تفكيرين بشكل حلزوني, قادر على أنه يسحبك إلى أسفل بل ويوصلك إلى الإكتئاب..
أتفق معكِ أن المجتمع أصبح الآن في غاية السوء, ولكن من يدري لعلنا نساعد نحن في تحسينه, سواء تزوجنا أم لا, فلنا رسالة في تحسين مجتمعنا مهما بلغت قسوته.

بتفهم ردت عليها: أعلم ذلك.
صمتت لبرهة ثم قالت: الفيلم أثر علي بشكل ما, ولكن سرعان ما أعود لحالتي الطبيعية, لا تقلقي بشأني يا عزيزتي.
الصديقة: واثقة من ذلك حبيبتي.




No comments:

Post a Comment