تعرفت ولاء على شيرين بالمدرسة الثانوية, وفضلوا هما الأتنين أصدقاء لحد ما أتخرجوا من الجامعة, صحيح كل واحدة فيهم أتخرجت من كلية مختلفة عن التانية, بس دا مكنش سبب نهائي في أنهم يفترقوا عن بعض.
بعد التخرج من الجامعة بدأت كل واحدة فيهم تفكر هتعمل إيه في مستقبلها؟!
فبدأت كل واحدة تفكر على إنفراد هل هتشتغل
ولا هتقعد شوية في البيت تلتقط أنفاسها وتستريح شوية من الدراسة وبعدين
تشتغل ولا هتعمل إيه بالظبط؟!..
شيرين كانت محددة هتعمل إيه أكتر من ولاء, لأنها كانت مقررة أنها هتشتغل في
مجالها وعشان كدة بدأت تدور على شغل بعد التخرج مباشرة, وبعد شهرين بالظبط من
البحث وجدت شغل مناسب لطبيعة شخصيتها الإجتماعية في شركة مالتي ناشيونال..
ولاء فضلت قعدة في البيت ومش عارفة تدور أزاي على شغل ولا تعمل إيه, ولما
كانت شيرين بتعرض عليها أنها تساعدها كانت بترفض بحجة أنها عايزة تستريح شوية من
الدراسة ومش حابة تشتغل دلوقتي..
طبعاً ولاء كانت مُحرجة تقول لشيرين أن هي مش عارفة تدور أزاي أساساً على
شغل, ولكن الموضوع دا مستمرش كتير لأن عم ولاء جاب لها شغل كوظيفة إدارية في
الشركة اللي بيشتغل فيها مدير موارد بشرية..
وعلى الرغم من إنشغال الصديقتان في شغلهم إلا أن دا مأثرش خالص على
صداقتهم, وأستمروا يتقابلوا مرتين إلى 3 مرات أسبوعياً..
جت في يوم شيرين بتحكي لولاء أنها مُعجبة بزميل لها في الشغل, وهو كمان
مُعجب بيها جداً وعرض عليها أنه يجي يقابل والدها عشان يتقدم لها بشكل رسمي, فرحت
جداً ولاء بالخبر دا وباركت لشيرين وقامت حضنتها.
وبدأوا هما الأتنين يتخيلوا مع بعض شكل الفرح وشكل فستان العروسة, ويهزروا
ويضحكوا مع بعض..
جيه رامي –عريس شيرين-- فعلاً وأتقدم رسمي وأتفق مع والد شيرين على كل
تفاصيل الزواج, وحددوا معاد الخطوبة, واللي أول ما شيرين عرفته, راحت جري وأتصلت
بولاء عشان تبلغها بالمعاد..
ولاء فرحت جداً لشيرين بس جواها كان فيه حاجة غريبة, حاجة هي نفسها مش
قادرة تحددها, ليه لما عرفت بخبر خطوبة شيرين خافت؟
ليه حست أنها عايزة تنهي الصداقة لمجرد بس أنها خافت من الخبر دا؟
ليه أصلاً كانت بتفكر تروح الخطوبة ولا متروحش؟!
تروح ولا متروحش؟!
هي دي أصلاً حاجة محتاجة تفكير؟!
دي صديقة عمرها بتتجوز, ولو ولاء مراحتش لشيرين في يوم زي دا, يبقى إيه
لزمة الصداقة دي أساساً؟!
طبعاً كلنا ممكن نحكم على ولاء أنها صديقة غارت من صديقتها, لأن صديقتها
هترتبط وهي لأ, ولكن الأمر بالنسبة لولاء كان مختلف تماماً..
قبل معاد الخطوبة بأسبوع قررت ولاء تختفي, كانت شيرين بتحاول تتصل بيها
ولكن مكنتش بترد عليها, حاولت شيرين تروح لها البيت مكنتش بتلاقيها موجودة..
شيرين كانت هتتجنن, لأنها محتاجة لصديقتها جداً تدور معاها على فستان
الخطوبة, وتروح معاها تتفق مع الكوافير, كانت محتاجة لها تكون معاها خطوة بخطوة في
أسعد لحظات حياتها..
لكن ولاء أختفت!
أختفت تماماَ
بدأت شيرين تحس أن ولاء مش هي الصديقة اللي تعتمد عليها, وزعلت جداً منها
لأنها سيباها لوحدها في موقف زي دا.
وقبل معاد الخطوبة بيوم بعتت ولاء رسالة على الموبايل لشيرين بتقولها فيها:
هتكوني أحلى عروسة, أنا حاسة أن أنا اللي بتجوز, بحبك بجد, والله بحبك.
قرأت شيرين رسالة ولاء وأستغربت جداً منها, أزاي بتحبيني يا ولاء وسيباني
كدة لوحدي وأنتي عارفة أن مليش غيرك أتسند عليه؟!
أزاي بتقولي بتحبيني يا ولاء وأنا مش لاقياكي جنبي؟!
وفضلت تكلم نفسها وتقول: أنا زعلانة منك يا ولاء حقيقي زعلانة ولما أشوفك
بكرة في الخطوبة هاخدك على جنب وهسيب كل حاجة؛ الفرح بالعريس بالمعازيم, وهقعد
أتكلم معاكي عشان أعرف ليه عملتي كدة؟!
وفي يوم الخطوبة:
أتصلت شيرين بولاء عشان تتفق معاها هتجيلها على البيت أمتى ولا هتروح على
قاعة الفرح مباشرة, ولكن ولاء مردتش, حاولت شيرين تتصل بيها تاني ولكن موبايل ولاء
أتقفل!
هنا حست شيرين أن ولاء عندها حاجة غريبة تمنعها أنها تتواجد معاها, بس يا
ترى إيه اللي يمنع ولاء؟!
ظنت شيرين أن في حد من أهلها تعبان, ولكنها كلمت والد ووالدة ولاء وكانوا
زي الفل..
طب فين المشكلة يا ولاء فين؟!
بدأت حفلة الخطوبة, وبدأت شيرين تحس بالقلق على ولاء وكل شوية تبص على
الناس لعل وعسى تشوف ولاء قاعدة في وسطيهم, ولكن الحفلة خلصت وولاء مجتش!
وبعد ما أنتهت الحفلة وشيرين رجعت بيتها, معملتش أي حاجة غير أنها بعتت
لولاء مسج وكتبت لها فيها: Thanks a lot my best friend!
ولاء شافت الرسالة وفضلت تبكي بحرقة, لأنها في نظر صديقتها الوحيدة, ندلة
تخلت عن صديقتها في أكتر وقت هي محتاجة لها فيه, ولكن ولاء كان عندها عذر محدش
هيقدر يستوعبه ولا يحس به غيرها هي بس, حتى أهلها مش هيقدروا يستوعبوه, ولا حتى
شيرين هتقدر تحس ولاء بتمر بإيه..
فكرت ولاء تتصل بشيرين وتعتذر لها, بس هتتصل بيها تقولها إيه؟!
ليه موقفتش جنبها؟!
إيه عذرها القهري اللي يخليها تتخلف من حضور خطوبة صديقتها؟!
المشكلة أن ولاء نفسها مش عارفة هي ليه أتصرفت بالشكل دا, ولكن الحاجة
الوحيدة اللي تعرفها أن كان عندها رهبة من حضور خطوبة صديقتها أو رهبة من أي نوع
فيه تجمع بشري!
ولاء كانت تعاني من قلق إجتماعي أو رهاب إجتماعي, وهو دا اللي خلاها متحضرش
خطوبة صديقتها..
إحساسها بأنها هتكون محل أنظار كل الحضور؛ حيث أن كل الناس عارفين أنها
أقرب صديقة للعروسة, خلاها تتغيب عن يوم زي دا..
إحساسها بأنها لازم هتختلط بالناس خلاها تخاف تحضر الخطوبة..
إحساسها أنها هتضطر تكون مع أهل شيرين في التحضيرات خطوة بخطوة, خلاها
متقدرش تحضر خطوبة صاحبتها..
ولاء مش شخصية ندلة زي ما الناس معتقدة, ولاء فقدت ثقتها بنفسها من صغرها
بسبب محيطها الأسري واللي كان دايماً بيكبت شخصيتها, فخلاها تكبر وهي مش قادرة
تمارس حياتها بشكل طبيعي, وعشان كدة هي مش عارفة لا تعمل صداقات جديدة, ولا عارفة
تشارك صديقتها الوحيدة في أحداث حياتها المختلفة من حزن وفرح, ولا حتى عارفة
تتعامل بشكل جيد مع زمايلها في الشغل..
No comments:
Post a Comment