Oct 14, 2016

العمق بيوجع يا ندا




كنت أتحدث إلى صديقة, وفجأة تطرق حوارنا إلى العلاقات الإجتماعية بمختلف أنواعها, وهنا أنا وضحت لها مدى ميلي الشديد إلى العلاقات الإجتماعية العميقة, ذات الإهتمام, ذات المشاركة في كافة الأشياء السلبية منها والإيجابية, ذات الود والتعاطف فيما بيننا, ذات المُكاشفة والوضوح لكل منا للأخر, ذات الحب العميق والإخلاص.

أنتهيت من كلامي هذا, بعدما وضحت لها, لماذا أنا أميل بهذا الشكل إلى العلاقات الإنسانية العميقة.

وجدتها صمتت لبُرهة, ثم ردت علي وقالت الآتي: العمق بيوجع يا ندا.

بالطبع سمعت هذه الجملة بوضوح شديد, بل وجدتها أخترقت قلبي الذي يكمن بين ضلوعي, وجدت نبضات قلبي تتسارع وكأنها في مارثون, وجدتني للحظات شاردة, لا أعلم كيف أجيب عليها, أو أقُل لها ماذا!!

"العمق بيوجع يا ندا"
يا لها من جملة تبدو أنها غاية في البساطة, ولكن تحمل بداخلها الكثير من المعاني والأحاسيس المتداخلة المتشابكة.
جملة تبدو لأول وهلة أنها عادية, ولكن إذا تعمقت بداخلها فسوف تجد نفسك بداخل حيرة فائقة تنتابك, سوف تجد نفسك أمام ذكريات جعلتك تقول مثل تلك الجملة في كثير من الأحيان.

قطعت شرودي هذا وقُلت لها: وماذا في العمق من وجع؟

فقالت لي: عندما تتدخلين في حياة شخص ما, وتسمحي له أن يخترق كيانك, سوف يوجعك الفراق, فنحن مهما عيشنا فلا بد لنا في يوم من الأيام أن نفترق يا ندا.

قُلت لها: وهل معنى ذلك أن لا نبني علاقات جديدة عميقة, خشياً من الفراق, أهذة تُسمى حياة؟!
فكرت لبُرهة وقالت لي: نعم, على الأقل أنا أسميها حياة, فأنا لم أعد قادرة على تحمل عسرة القلب وألم الفراق مرة أخرى, فأنا جربت ذلك الإحساس مرة واحدة ومازلت أعاني فقدانه حتى الآن.
هنا طلبت منها أن توضح لي معنى العمق من وجهة نظرها, فقالت لي: العمق المقصود به أن تكوني ذاتك الحقيقة مع شخص أخر, أن لا يكون هناك مناطق محظورة أو ممنوعة, فكل شئ تستطيعين أن تشاركيه إياه, بلا خطوط حمراء وبلا خصوصية.

بادرت وقُلت لها: فأنتِ هنا تصفي معنى التعلق وليس عمق العلاقات.

فقالت لي: وما معنى العمق من وجهة نظرك؟
قُلت لها: العمق هو أن نتداخل في حياة بعضنا البعض, ونتشارك في كل شئ سوياً, مع الإحتفاظ بمناطق الخصوصية الخاصة بكل منا على حدة, فأنا ضد أن نعرف الكثير أكثر مما يجب أن نعرف عن شخص ما, فهذا يكون ضد مصلحة أي علاقة مهما كانت, لذلك فيجب على كل أحد منا أن يحتفظ بخصوصياته بعيداً عن الأخر.

غالباً راق لها هذا الكلام, وأطمئنت لأنها سوف تحتفظ بخصوصياتها بعيداً عن أي شخص.
عم الصمت قليلاً فيما بيننا, قاطعته أنا عندما قُلت لها: ولكن من الممكن أن تكون مناطق الخصوصية بالنسبة لكِ, تُعبر عن عدم الثقة المُطلقة في شخص أخر.
طلبت مني التوضيح.

فقُلت لها:
 مثال:
 إذا كانت حياتك العاطفية تعتبرينها منطقة خاصة محظورة, فبعد مرور سنوات عديدة على علاقة ما, سوف تجدي نفسك تتحدثين مع ذلك الشخص عن حياتك العاطفية تلك, أي أنها كانت أزمة ثقة وإطمئنان لهذا الشخص, وليست منطقة خصوصية.
ردت علي بالإيجاب على كلامي, حيث أنها وافقتي الرأي.

حاولت بعد ذلك أن أزرع في نفسها الإحساس بالأمان والإطمئنان في إنشاء علاقات  إجتماعية جديدة, وقُلت لها: مهما تعرضنا لوجع أو إحساس بالألم من الآخرين, فتلك هي الحياة ولا بد أن نختبر الكثير من المشاعر في الحياة السلبية منها والإيجابية أيضاً...يا عزيزتي.

فالمشاعر تجعل منا أشخاصاً أقوياء, ولهذا السبب يجب علينا أن نواجه مشاعرنا مهما كانت, لا أن نهرب منها..

:)


Oct 11, 2016

لايت كوميدي



وبعد حوالي 3 سنين زواج أخيررررررررررررررررراً الزوجة حامل..هنشوف تلقت الخبر إزاي من الدكتورة...

الزوجة أسمها: لارا

في العيادة:

الدكتورة: هو أحنا طبعاً مش هنقدر نعرف نوعه دلوقتي خالص...بس قريب هنكون عرفنا...متقلقيش.
لارا: آه طبعاً أكيد أكيد أمال إيه..أنا أصلاً مش مستعجلة إني أعرف دلوقتي خالص كله بوقته حلو....."لحظات إندهاش" نوع مين يا دكتور أساساً؟!!!!

الدكتورة: الكائن اللي مش بيخلينا نعرف ننام لا صبح ولا ليل..
لارا: الكائن اللي مش بيخلينا نعرف ننام مممممممم حنفية المطبخ لما تبقى عايزة يتركب لها جلدة.

الدكتورة: حنفية المطبخ وجلدة!!! لأ خالص أنا قصدي حاجة تانية.
لارا: ممممممممم تبقى الماسورة لما تضرب وعايزة تتصلح..دي بتفضل طول الليل تنقط ومبنعرفش ننام منها..

الدكتورة: ماسورة!! إيه جو أفلام نادية الجندي ده اللي إنتِ عايشة فيه...لأ برضه أنا قصدي حاجة تانية ركزي شوية.
لارا: بسسسسسسسس عرفتها الناموس..الله يخربيته مفيش حاجة مأثرة فيه لا ريد ولا غيره...والله يا دكتورة ده بيفضل ياكل في جتتي طول النهار والليل وكأني غنيمة بالنسبة له.

الدكتورة: توب علينا يا رب من دي شغلانة...ودول عيانين هبل..يا رب أنا أصلاً كنت عايزة أدخل تجارة..أنا إيه اللي رماني الرمية دي بس...
لارا: مالك يا دكتورة بتندبي حظك ليه بس...فضفضيلي يا حبيبتي ومتقلقيش من حاجة أنا هعرف افهمك كويس...ده كل الناس بتقول عليا اني ذكية وبفهمها وهي طايرة...قوليلي انتي بس مالك ياختي..

الدكتورة: "فقدت النطق"
لارا: يا دكتورة يا دكتورة مالك بس..في إيه..

الدكتورة: لاراااااااااااااااا انتي حاااااااااااااااااامل ومن شهر كمان..
لارا: طب مأنا كنت فاهمة بس بستعبط عليكي من بدري.."لحظات تنحت فيها للدكتورة ردت وقالتلها": إيه !!! بتقولي إيه مين دي اللي حامل.

الدكتورة: لأ برا بقى إحنا مش ناقصين غباوة..."تحاول الدكتورة دفعها خارجاً"
لارا: الله يبارك لك استني بس..الله يسترك ويخلي لك ولادك يا رب..

الدكتورة: أنا مش متجوزة أصلاً..
لارا: مش موضوعنا وعموماً هنبقى نشوف لك عريس..بس بجد اللي انتي قولتيه ده حقيقي؟!!

الدكتورة: وهو أنا قولت ايه؟!!
لارا: لا والنبي مش وقت غباء مش هيبقى انتي وأنا..أنا بجد حامل؟

الدكتورة: أيوة يا ستي..

لارا: هييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه وعمالة تتنطط وتلعب في سماعة الدكتورة بشكل مُضحك...ومسكت الروشتات وعمالة تقطع فيها وترميهم في الهواااا....راحت راقصة أي رقص عشوائي مُضحك....مسكت الدكتورة وفضلت تلف بيها....إلى أن سابتها فجأة فالدكتورة اترمت على سن المكتب واتخبطت فيه...ولارا مخدتش بالها خالص منها...فتحت باب العيادة وهي مش باصة للدكتورة وقالتلها سلام يا دكتورة ربنا يطول لنا في عمرك يا رب..بتكلمها وهي مش واخدة بالها أن خبطتها موتتها أساساً...




Oct 10, 2016

أنا ما بين الألم والسعادة




يُقال أن السعادة شئ مُكتسب, غير مرتبط بأي شئ تحصل عليه في الحياة, مهما كان ذلك الشئ, ومهما كانت درجة استمتاعك به.

في العام الماضي كتبت منشور على الفيسبوك, وسألت ذلك السؤال:

 كيف لرجل فقير لا يستطيع أن يُعالج ابنته من مرض خطير أن يشعر بالسعادة الداخلية؟!

صديقة ردت على ذلك السؤال, فقالت لي أن السعادة غير مرتبطة بأي شئ مهما كان هذا الشئ, ومهما واجهنا من مصاعب وتحديات أيضاً سوف نشعر بالسعادة, فالسعادة هي إحساس بالرضا الداخلي على كل شئ يحدث في حياتنا.
السعادة هي الرضا بقضاء الله وقدره مهما كان درجة صعوبتة وشدته على أنفسنا.

في واقع الأمر لم أقتنع بكلام هذه الصديقة, فأنا وقتها كنت شديدة الإقتناع بأن من يشعرون بالسعادة هم إناس حصلوا على جميع الأشياء الممتعة من الحياة, وأن الفقراء لا يستطيعون أن يشعروا بالسعادة لقلة حيلتهم.

تمر الأيام والشهور وأقرأ بالصدفة مقال عن السعادة, ذكر الكاتب في ذلك المقال بأن السعادة شئ مكتسب, ينبع من قرارك الداخلي بأنك تريد أن تشعر بالسعادة والرضا والسلام الداخلي, فالسعادة تكمن في مرونتك في كيفية تعاملك مع الأحداث المختلفة التي تواجهك في الحياة.
وذكر الكاتب بعض المشاعر التي نشعر بها عندما تواجهنا أحداث مؤلمة, وكيفية التعامل مع تلك المشاعر, وهي على النحو التالي:


1-   كيفية تخطي الأزمات والتعافي منها بشكل أسرع, واستعادة نشاطنا وحيويتنا في فترة قصيرة من بعد الحادث المؤلم الذي تعرضنا له.
2-   رؤية الجانب المُشرق في ذلك الحدث, سواء كان الجانب هذا, أشخاص أو أحداث.
3-   إحساسك بأن الجميع يشعر بما تشعر به, بصرف النظر عن إختلاف الحدث المؤلم, ولكن كلنا نشعر بنفس الشئ.
4-   الوعي الذاتي بإحساسك إنه سوف يمر كأي شئ أخر مر عليك.
5-   العطاء..ثم العطاء..ثم العطاء, العطاء يعد من أكثر الأشياء التي تجلب إليك السعادة وراحة البال, لأنك عندما تُعطي فأنت بذلك تجلب إلى نفسك الكثير من الأشياء الحسنة, من نفس نوعية الأشياء التي أعطيتها للآخرين, وتذكر دائماً الأقربون أولى بالمعروف والعطاء.

في حقيقة الأمر أنني قرأت ذلك المقال بعد وفاة أبي رحمة الله عليه, ووجدتني أشعر بكل كلمة تكلم عنها الكاتب.
تذكرت من بعد الوفاة بأيام قليلة, أنني عُدت إلى حالتي الطبيعية إلى حد ما, فأنا شخصية تعشق السعادة والفرح كالكثيرين, صحيح لم أعد كما كنت ولكني تدريجياً أعود إلى حالتي الطبيعية كالسابق بإذن الله.

رأيت أيضاً الجانب المُشرق في حادثة الوفاة, فأبي توفى في حادث سيارة, وجدتني أحمدالله على وفاته, حتى لا يعيش وهو راقد طريح الفراش من أثر تلك الصدمة التي أوقعت به, فأبي بالتأكيد لا يستطيع أن يحيا حياته بهذا الشكل, بعدما كان يسير على قدميه في السابق.

في بادئ الأمر كنت أشارك الآخرين بشعوري بالحزن والضيق, ولكن بعد مرور فترة قصيرة على ذلك الحادث قررت أن أحتفظ بمشاعر الحزن لنفسي وأن أنشر السعادة والبهجة في نفوس الآخرين, وهذا ساعدني كثيراً في إني أتخطى  أزمتي بسهولة.

وجدت نفسي أذكرني دائماً بأن كل شئ سوف يمر كما مر غيره الكثير, فالحياة يجب أن تستمر مهما حدث, ونحن كأشخاص مؤمنين بقضاء الله وقدره يجب علينا أن نسلم أمرنا إلى الله, ونرضى بكل شئ قد قسمه لنا.

في الواقع وجدت نفسي تعلمت شيئاً في غاية الأهمية وهو:

أنه بالفعل الإحساس بالسعادة والسلام النفسي لهو أمر مُكتسب حقاً, وفي متناول يدنا جميعاً إذا رغبنا من أعماق قلوبنا في ذلك.

وجدت أن السعادة في راحة البال, السعادة ليست في كثرة المال أو كثرة الأشياء الإيجابية في حياتك, بل أنك تستطيع أن تشعر بالسعادة النابعة من إحساسك بالرضا وأنت في أحلك الظروف.

السعادة قرار عزيزي القارئ بيدك تستطيع أن تحيا بها مهما كان ما تمر به, تستطيع أن تحيا بالرضا والسعادة.
فقط كن مع الله تحيا حياة مليئة بالسعادة والراحة الداخلية التي لا تنتهي...