Jan 2, 2018

قصتني مع التنمر المدرسي "الجزء الثاني"



وبعد ما حكينا التمهيد ندخل بقى في العمق :D

في مرحلة إبتدائي بدأت أحس أن فيه ناس مش عايزة تكلمني ولا تلعب معايا, كنت كل ما أحاول أقرب منهم يتجنبوني, وعشان أقدر أقرب منهم كنت بحاول أهزر ويبقى دمي خفيف, كنت بحاول أعمل تصرفات زيهم عشان أعجبهم ولكن كل محاولاتي بائت بالفشل, فكانوا يضحكوا عليا ويتريقوا عليا, وكانوا بيقولولي "يا سودة", ويشدوني من شعري, ويشدوا التوكة بتاعتي, ومثلا يعدوا من جنب الديسك بتاعي فيرموا الكشاكيل بتاعي على الأرض, وأنا مكونتش بقدر أعمل ليهم أي حاجة نهائي لأسباب كتير زي:

1-    معنديش صحاب, مليش عزوة تقف معايا ضدهم.
2-    كنت مقتنعة أني سودة فعلاً ومش أمورة وكنت مصدقة كلامهم عني, ومقتنعة به.

وطبعاً كنت برجع البيت أفضل أعيط, ولما ماما أو عمتو يسألوني مالك مكونتش بحكي لهم أي حاجة, عشان كانوا هيهزقوني أني مش عارفة أخد حقي –كنت مقتنعة أنهم هيهزقوني وكنت مقتنعة أنهم مش هيقدروا يعملولي أي حاجة--.
 فضلت ملطشة للشلة دي, كنت تقريباً التسلية بتاعتهم, أنا فاكرة في يوم الميس قررت تعاقبني عشان بتكلم مع اللي جنبي وخلتني أرجع أقعد ورا جنب زميلة ليا بتكرهني وبتتريق عليا –لسة فاكرة أسمها بس مش هقوله—ولما رجعت ورا وأقعدت جنبها فضلت تتاخر من جنبي وتقول لصحابها لأ أنا بقرف أقعد جنب السودة دي..
مش قادرة أقولكم الكلام دا كان بيجرحني قد إيه, ومش قادرة أقولكم أنا كنت بكره المدرسة قد إيه, وكنت بتمنى أروح المدرسة في يوم ألاقيها ولعت وأتحرقت..

المشكلة الأكبر أني كان بيتنمر عليا من مدرسين كمان, من ضمنهم كانت ميس أسمها غادة بتاعة أنجليزي, كانت مسمياني أبو الهول عشان مكونتش بنطق معاها, وكانت بتجرحني بكلام كتير, فكنت بخاف منها جداً, بس مخوفتش منها أكتر من ميس عزة, ميس عزة ما شاء الله كانت واخدة السبق في الخوف وكنت بتظاهر أني بحبها ولكن طبعاً مكونتش بطيقها لأنها كانت شديدة وبتضرب بغباء..
كان فيه برضه مدرس أسمه وائل بتاع Math., كان بيناديني بـــ"يا سمارة", كنت بكرهه جداً, وبكره حصته لأنه طلع عليا الأسم المنيل دا, وكان فاكر نفسه لطيف ودمه خفيف, لمجرد أن زمايلي بيضحكوا عليا لما كان بيناديني بكدة!
"يا وائل أنا عايزة أقولك دلوقتي يخربيت غلاستك يا أخي :D  "

المهم يا سيدي, أني فضلت طول فترة إبتدائي وأنا بخاف أعمل صداقات جديدة لأن محدش كان عايز يصاحبني, وكنت بتهته كتير في الكلام, ومكونتش شاطرة خالص, كنت طالبة متوسطة, لحد ما بقيت باخد حقي بدراعي, بس للأسف كنت باخده مع الناس الأقل مني!
بمعنى, أني كنت بلاقي أي حد أصغر مني وبمارس عليه التنمر أنا كمان "للأسف", فكنت مثلاً ألاقي حد في كي جي أو أولى إبتدائي فكنت أضربه, أو أشد شعره!
وبعد فترة وتحديداً في رابعة إبتدائي عملت صداقات ببنتين أسمهم هبة طه ونوران محسن, والحقيقة أن شخصية زي هبة كانت غريبة أنها تصاحب واحدة زيي وقتها!
ليه؟

لأنها كانت لذيذة وعسولة ولها صداقاتها وغالباً مكنش حد بيتنمر عليها :D وأنا كنت شخصية منطوية, دمي تقيل..ألخ.عموماً شكراً يا بوب أنك صاحبتيني وقتها :D
الصداقات الجديدة دي أدتني قوة وعرفت معاهم ناس تانية فبقينا عدد أكبر, ولأننا بقينا عدد فبقيت أنا وواحدة تانية "دون ذكر أسماء" بنمارس التنمر على اللي أصغر مننا, لدرجة أننا كنا بنحبس الأطفال اللي في كي جي في الحمام ونسمع صراخهم وأحنا نفضل واقفين برا ونضحك..

تقريباً فضلنا نعمل كدة سنة, لحد ما في مرة ولد أشتكى لوالدته مننا وجات قلبت الدنيا علينا, وكلمت والدة صديقتي دي واللي ضربتها قدامنا بالقلم, ومن ساعتها وأحنا بطلنا نغلس على حد..
في الوقت دا أنا كان عندي قوة رهيبة بالشلة بتاعتي الجديدة, وكنت مبسوطة أنهم معايا وجنبي, ولكن لغباوتي وقتها أنفصلت عنهم ورجعت تاني وحيدة, الكلام دا لما كنت في أولى أعدادي.
في نفس السنة حاولت أقرب من بنتين صحاب عشان كان نفسي أصاحبهم أوي, بس هما كانوا مكتفين ببعض ومش عايزين حد جديد, ولكنهم كانوا بيعاملوني حلو جداً.

ولأني رجعت وحيدة ففي وقت البريك مكنش عندي حد ألعب معاه, فكنت باخد نفسي وأفضل أقعد لوحدي في المكتبة وأحياناً لما المكتبة بتكون مقفولة, كنت بقعد لوحدي في الحمام, كل دا كنت بتخفى عن عيون باقي زمايلي عشان كنت بتحرج قدامهم أن مليش حد ومعنديش صحاب, فكنت بستخبى منهم, وأطلع في نهاية البريك للفصل قال يعني كنت مع صحابي في فترة البريك زيي زيهم, وأنا أساساً مكنش حد بيعبرني..
"للعلم بالشئ الحوار دا كان مُرهق نفسياً جداً, فاكرة أثاره لحد دلوقتي"
كبرت سنة وبقيت في تانية أعدادي, وبرضه كنت وحيدة حاولت أرجع للشلة بتاعتي القديمة بس كانوا عملوا صداقات جديدة, ووجودي مكنش مُرحب به..

في تالتة أعدادي بقى دي تعتبر كانت نقلة في حياتي, عرفت فيها هايدي, سحر, نهى السيد, دينا طارق, منار مصطفى وشوية بشر تانيين ناسية أسمائهم دلوقتي, كنت مستمتعة جداً مع البنات دول كانوا فعلاً شخصيات لذيذة, صحيح كنا مجرد زملاء ومكناش صحاب بس كانوا سبب في ضحكاتي في يوم من الأيام..
وفي نفس السنة بقيت أنا ودينا طارق صحاب جداً.

من بعد صداقتي بدينا وأنا خلاص بقيت أعرف أعمل صداقات تانية كتير جداً, ولكن كانت في علاقة صداقة واحدة هي اللي كانت السبب في أني أعيد ثقتي بنفسي..


يتبع..

No comments:

Post a Comment