هو مش البني آدم خطاء؟!
مش الأخطاء دي ممكن تكون زنا مثلاً؟!
طب وهل عشان أنا زنيت هفضل أكفر عن ذنبي دا
طول عمري؟!
******
أنا شاب من أسرة تقدر تقول أنها أقل من المتوسطة
بشوية, لأ بشويات الحقيقة, نشأت في بيت كل اللي فيه بيجري ورا أكل عيشه, والدي كان
عامل بسيط في مصنع ووالدتي كانت ربة منزل, ومن حين لآخر كانت بتساعد والدي عن طريق
أنها تبيع حاجات بالتقسيط للجيران, ربتني أنا وأخويا أحسن تربية "من وجهة نظرها
طبعاً"..
من صغري وأنا حاسس أني هيكون لي كيان ومكانة
إجتماعية خاصة, مكنتش عارف الأحساس دا جايلي منين خصوصاً أن كل المؤشرات كانت ضدي,
يعني لا عندي مال ولا حتى أبويا عنده سلطة, ولا أي حاجة خالص..
ولأني كنت شقي جداً من صغري فأهلي كانوا
بيسبوني أعمل أي حاجة أنا عايزها, المهم مجبش ليهم مشاكل.
الحقيقة أنا مكونتش شاطر أوي في التعليم بس
كان عندي شغف غير طبيعي بالتكنولوجيا, وعشان كدة بدأت أتعلم كمبيوتر وخبايا
الكمبيوتر من وأنا عندي 13 سنة تقريباً, فكنت بروح عند واحد صاحبي مرتاح مادياً
ووالده جايب له كمبيوتر وكنت بتعلم عليه, لحد ما أتقنت كل حاجة فيه..
مع الوقت بدأت أحس أني لسة متعلمتش حاجة,
وأتجهت إلى أني أتعلم حاجات أكتر وأكتر, أتعرفت على مجالات زي الجرافيك ديزاين,
الدعاية والإعلان وغيرهم من المجالات اللي ليهم علاقة بالكمبيوتر..
كنت مهووس بحاجة أسمها طارق نور, عيشت
وأتربيت على صوته في الإعلانات وكنت كتير بقلده, مرة كان في برنامج تليفزيوني
سمعته بيقول: عشان تنجح لازم تركز في حاجة واحدة وبس وتتقنها كويس جداً وتكون أحسن
واحد فيها..
الجملة دي فضلت معلقة في دماغي طول حياتي,
فبدل ما كنت مشتت نفسي في مجالات كتير زي الديزاين والدعاية والبرمجة, قررت أتخصص في حاجة واحدة وبس, صحيح أن كلهم لهم
علاقة بمجال الحاسب الآلي والتكنولوجيا اللي أنا بحبهم, بس كان لازم أختار مجال
واحد بس وهو دا اللي أتخصص فيه.
وفعلاً أتخصصت في الجرافيك ديزاين, وركزت فيه
جداً, وحطيت فيه كل وقتي ومجهودي, ولأن الكورسات في المجال دا كانت غالية جداً فوق
قدرات والدي المادية, فكنت بنزل أشتغل أي حاجة عشان أجمع بس فلوس وأقدر أخد الكورس
اللي أنا عايزه..
أتعلمت الشغل من صغري, أهلي كانوا سايبني
تماماً طالما مش بعمل لهم مشاكل ولا بطلب منهم فلوس, وطالما شايفيني قدامهم بخير
فخلاص كدة أبقى بالنسبة لهم مبسوط وكويس..
وصلت للمرحلة الثانوية وأنا مُبدع في حاجة
أسمها الجرافيك ديزاين وبدأت أعمل أسم كويس جداً في السوق, لدرجة أن في شركات
كبيرة كانت بتطلبني بالأسم لما بتشوف شغلي, بصراحة أتغريت جداً في نفسي خصوصاً أن
بقى معايا فلوس كتير جداً, زمايلي في المدرسة ميحلموش حتى بربعهم..
بدأت أهمل في دراستي لأني حسيت أنها ملهاش
لازمة والبيزنس هو الأهم, وكثفت مجهودي أكتر في الشغل, وبفضل قدراتي الخاصة قدرت
أقنع أصدقاء ليا عندهم إهتمامات بالمجال التكنولوجي؛ أننا نأسس شركة مع بعض.
وفعلاً أسسنا شركة صغيرة جداً في البداية
تكاد تكون تحت بير السلم, وبسبب شراكتي مع زملائي أتعرفنا أكتر وأكتر في السوق
وبقى يجيلنا شغل من دول عربية كمان وكنا بنسافر لدول زي ليبيا وقطر والكويت
ونعملهم شغل هناك..
الفلوس بدأت تكتر معايا بشكل أنا نفسي مكنتش
متخيله, لدرجة أن كل ويك أند نسافر أنا وصحابي لشرم الشيخ أو أسكندرية أو الغردقة
نقضي يومين حلويين هناك ونرجع أكثر نشاطاً ونفسنا مفتوحة أكتر للشغل.
وطبعاً اليومين الحلويين دول كنا بنقضيهم في
حاجات تتخيلها ولا تتخيلها, بدون الخوض في تفاصيل كل حاجة كنا بنعملها بس من ضمن
الحاجات دي كانت العلاقات النسائية شئ أساسي في حياتنا, أصلاً مكناش بنقدر نتخيل
حياتنا من غير "نسوان" أنا أسف في اللفظ..
بالتزامن مع شهرتي في مجالي وتأسيس الشركة
بتاعتي, دخلت كلية التجارة ولأني مكنتش منتظم فيها أوي ولا حتى بحضر الأمتحانات,
طبعاً مخدتش منها شهادة, يعني أنا من الأخر كدة معايا شهادة ثانوية عامة وبس, مش
معايا مؤهل عالي..
بعد خمس سنين من تأسيس الشركة وما بين المكسب
والخسارة وما بين إتخاذ مقر للشركة في مكان محترم ومكان بسيط, في الوقت دا كنت
برتبط كتير جداً وأخلع, أرتبط أنبسط لي شوية وبعدين أتحجج بأي حاجة وأخلع, إلا...
أخر بنت أرتبط بيها واللي كانت عميلة عندي في
الشركة أول ما شوفتها حسيت بحاجة غريبة ناحيتها لدرجة أني مكونتش مصدق نفسي لأني
أصلاً شخص ملول وبيزهق بسرعة, فأزاي أنا كل ما بشوفها ببقى عايز أقعد معاها فترة
أطول, وعمري ما حسيت أني زهقت منها؟!
سعادتي زادت لما عرفت أن هي كمان بتبادلني
نفس الشعور وفعلاً أرتبطنا سنتين ولما أحنا الأتنين اتأكدنا من مشاعرنا؛ أخدنا
خطوة رسمي وأتخطبنا وبعدها بست شهور أتجوزنا..
كنت طاير من الفرحة بجوازي منها, لأني بحبها
جداً حب مكونتش عارف أنه موجود جوايا أصلاً وهي كمان بتحبني جداً, حياتنا لا تخلو
من المشاكل بالتأكيد ولكن كل مشكلة كانت بتنتهي بود بسبب حبنا لبعض, وبعد حوالي
سنة من جوازنا ربنا رزقنا ببنت غاية في الروعة, ولكنها للأسف مولودة بعيب خُلقي
هيستمر معاها مدى الحياة..
رضينا أنا وأمها بنصيبنا وقولنا أكيد ربنا
هيعوضنا خير, وفعلاً بعد سنتين ربنا أنعم علينا ببنت تانية سليمة ولله الحمد..
كبرناهم أنا وأمهم على الحب والحنان والإحترام,
كنت مبسوط وأنا شايفهم يوم عن يوم وهما بيكبروا قدام عيني, لحد ما وصلناهم
الجامعة.
بنتي الكبيرة كانت متفوقة, والتانية شوفنا
معاها الويل, وبدأت ألاحظ عليها تصرفات غريبة زي أنها تخرج من الصبح وترجع متأخر, كل
مدى بتخس, لبسها غريب كل صحابها شباب وضحك وخروج معاهم, حاولنا أنا ووالدتها نقرب
منها كتير ونصاحبها ولكن مكانتش بتدينا فرصة نقرب منها نهائي..
مكنتش مصدق نفسي أنا أزاي أخلف بنت
بالإستهتار دا, دي أكيد نبت شيطاني مش بنتي..
أزاي أخلف واحدة مستهترة بالشكل دا؟!
مش فارق معاها حاجة ولا بيهمها حد؟!
بتصاحب ناس غريبة؟!
بدأت أشك في تصرفاتها وبدأت أخاف لا تكون
بتعمل حاجة من ورانا أخطر, كنت خايف لا تكون بتتعاطى حاجة.
وعشان أوقف شكوكي قدرت أحصل على الباسورد
بتاع كل حساباتها في مواقع التواصل الإجتماعي؛ مأنا أصلاً شغلتي التكنولوجيا
وبسهولة أقدر أوصل للي أنا عايزه, فتحت الرسايل بتاعتها كنت عايز أعرف بتكلم مين
وبيقولوا إيه, كنت هتجنن وأعرف مين أقرب ناس ليها..
وكانت المفاجأة, مفاجأة!
كانت الصدمة, كانت الطامة الكبرى لما قريت
رسالة بينها وما بين واحد تقريباً زميلها وهو عمال يتغزل في جسمها اللي عمره ما
داق جسم في طعامته وحلاوته, والمصيبة أن بنتي....
المصيبة أن بنتي كانت مبسوطة وكانت بتعمل دا
برضاها!
أنفجرت بالبكاء لما قريت الرسايل اللي بينهم
ومقدرتش أقول لأمها أي حاجة, كنت حاسس أني هتشل, كنت حاسس أني بموت بالبطئ.
مقدرتش أعمل حاجة غير أني لأول مرة في حياتي
ألجأ إلى الله وأدعوه أنه يهدي بنتي, أنا حتى مش فاكر أمتى أخر مرة صليت فيها ولا
أمتى أخر مرة مسكت المصحف وقريت فيه..
دعيت لربنا وقومت أتوضيت وصليت ركعتين لله
ومسكت المصحف وبشكل عشوائي عيني وقعت على الآية دي:
"وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ
حَافِظُونَ"
في الأول مكونتش فاهم معنى الآية لأني أساساً بعيد عن ربنا, وليه ظهرتلي
في الوقت دا بالذات, ولكن مع التأمل فيها أستوعبت ليه ظهرتلي!
ظهرتلي لأني معملتش بيها, مكونتش محافظ على
نفسي بالشكل اللي ربنا أمرني به, فأزاي أتوقع أن ربنا يرزقني بذرية صالحة؟!