بالأمس قرأت قصة امرأة طلبت الطلاق من زوجها لعدم إهتمامه بها, وتذكر
المرأة بأنه لم يكن حنوناً عليها يوماً, بل لم تتلقى منه غير الإهانة والقسوة في
المعاملة, تحدثت معه كثيراً لكي يحاول أن يغير من طبعه هذا, ولكن للأسف أسفر ذلك
الحديث عن اللاشئ, وعقب على كلامها بأن تلك الأشياء التي تريدها ما هي إلا "تفاهات"
ليس لديه الوقت الكافي لها, هو فقط يعمل من أجل أن يوفر لها المعيشة الهادئة لها
ولأولادهما, أما عن "الدلع" والحنان فهي أمور في غاية السطحية بالنسبة
له.
تحملت هذه المرأة هذه المعاملة السيئة فقط من أجل تربية أولادها, ولكن
وصلت إلى مرحلة بأنها لم تعد تطيق هذا الزوج مُطلقاً, وقررت بداخل نفسها أن تطلب
الطلاق منه وفوراً.
وما زاد الأمر تعقيداً بأنها رأت بالصدفة رسائل غرامية تأتي لزوجها من
نساء أخريات, بل والأغرب من ذلك أن ذلك الزوج يرد على تلك الرسائل بمنتهى الرقة
والرومانسية!!
وما دار بخُلدها حينها: هو أن كيف له أن يحرمني من حقوقي في الرقة
والرومانسية والحنان, ويعطيهم لنساء غيري, لم تفسر ذلك الحدث كخيانة لها, بل ما كان
يشغلها وقتها, بأن ها هو زوجها يعلم جيداً ما تريده وتحتاجه زوجته منه, ومع ذلك
يحرمها منه ويعطيه لغيرها!!
بالتأكيد القصة لم تنتهي بعد وبها الكثير من التفاصيل الأخرى, ولكن ما
أريد أن أسلط عليه الضوء في ذلك المقال هو ماذا تريد المرأة من الرجل؟, على إعتبار
أن الكثير من الرجال لا يعلمون بحق ماذا تحتاج المرأة, إذاَ سأحاول جاهدة أن أطرح
ما ترغب به المرأة في ذلك المقال من شريك حياتها.
سأحاول تلخيصها في النقاط التالية:
·
المرأة سيدي الفاضل تعلم جيداً بأنك تجتهد وتسعى وتتعب من أجل توفير
حياة كريمة لك ولها ولأولادكما, ولكن كل هذا الجهد بلا أدنى كلمة طيبة منك لها, سوف
يضيع هباءاً, سوف يترجم لديها بأنك لم تعد تحبها كما كنت من قبل, فالمرأة كائن يعشق
الكلام الطيب خصوصاً من أقرب الناس لها, فإذا لم تجد الكلام الطيب المقرون بالأفعال
الصادقة الحسنة, سوف تتخلى عن حياتها معك عن طيب خاطر, وعندما تكره المرأة الحياة
مع شريك حياتها سوف تلقي وراء ظهرها جميع العواقب الوخيمة التي من الممكن أن تسفر
عن ذلك الطلاق, فقط من أجل راحتها النفسية.
·
المرأة تحتاج الحنان, والحنان هنا ليس معناه أن تكون رجلاً رومانسياً
يحب بها ليل نهار ولا يفعل شيئاً سوى تدليلها, إطلاقاً, الحنان هنا هو أنها تشعر
بأنك مُقدر ما تفعله من أجلك, الحنان هو إنك "تطبطب" عليها بود, الحنان هو أنك لا
تتفوه بأي كلمة عندما تبكي من شيئاً ما, ولكن خذها بداخل حضنك, حتى تطمئن وتشعر
بالأمان.
·
المرأة يا أستاذي تبحث عن الأمان دوماً, فهي بين الحين والأخر تشعر
بالقلق حيال حادثة أو موقف ما, ولهذا السبب فهي دائماً تبحث عن الشئ أو الشخص الذي
يشعرها بالأمان, سواء كان ذلك الشئ هو حياتها المهنية أو مرتبها الخاص, وسواء كان
ذلك الشخص هو زوجها, فإذا لم تجد المرأة الأمان معك وأنت شريك حياتها, إذن فأين
تجده بالله عليك؟!!
·
المرأة تريد دعم زوجها لها وتشجيعه, فأنت كرجل بتأكيد تريد النجاح
لزوجتك, فنجاح زوجتك من نجاحك بالفعل, لذلك رجاءً لا تكسرها وتحطم أحلامها, بل كن
عوناً لها, وساعدها ولو حتى ببعض الكلمات التشجيعية.
·
المرأة تريد دوماً مساعدتك لها, سواء كانت هذه المساعدة معنوية أو كانت
هذه المساعدة مادية, لا أقصد بالمساعدة المادية الأموال مُطلقاً, بل ما أقصده هي
المساعدة التي تترجم إلى واقع ملموس وتستطيع المرأة أن تشعر به, مثل أنك تساعدها في
الأعمال المنزلية, تنجز لها بعض الأوراق الحكومية, تذهب معها إلى المناسبات الخاصة
كأعياد الميلاد أو الأفراح وما إلى شبه ذلك, ما يهم حقاً هنا أنها تجدك دوماً مساند
لها.
·
المرأة تريد منك أن تكون لها السند الذي تستطيع أن تلجأ له حتى في أحلك
الظروف, وأعتقد أنك أعلم مني في معنى سند الرجل لزوجته.
في الواقع معظم ما تحتاجه المرأة من شريك حياتها, هي أشياء معنوية أكثر
منها مادية, بالتأكيد توفير الحياة الكريمة والتي تطلب العمل الجاد للزوج شيئاً
مهماً, ولكن بالنسبة لمعظم النساء هذا ليس كل شئ, فأهم ما تريده الزوجة هو الإحساس
بأنها حقاً متزوجة رجل يستحقها وتستحقه, وليس مجرد شخص عادي قررا أن يعيشا معاً
حياة عادية بلا أدنى دفئ, فقط من أجل تربية الأولاد.
فالحياة الزوجية أثمن وأعمق من مجرد تربية الأولاد فقط, وأعلم يا عزيزي
جيداً أن الخيانة تكسر أي أنثى, من الممكن أن لا تترك أثر ورائك لجريمتك تلك, ولكن
المرأة تشعر بخيانتك لها بلا أدنى أدلة, بل وتعي جيداً لما يدور بخاطرك حتى في
حالات صمتك.
شئ أخير أريد أن أختم به هذا المقال, وهو أن يوجد الكثير من الرجال من
يشتكون بأنهم لا يستطيعون أن يعبروا ببعض الكلمات الرومانسية لزوجاتهم, فهم يتصرفون
ويفعلون الأشياء التي تعبر عن حبهم بلا كلمات حب لهن, هنا سوف أقول لكم في الماضي
كنا نثق بأنكم فعلاً لا تستطيعون أن تعبروا عن ما بداخلكم من مشاعر لزوجاتكم, ولكن
أكتشفنا بأنكم تعلمون جيداً أن تقولوا كلام رومانسي لمن هن ليس بأزواجكم, فعندما
تخونون زوجاتكم يصبح لسانكم طليقاً بالكلمات والعبارات الرومانسية "سبحان الله",
فأصبح ليس لديكم أي حجة الآن. ;)
عزيزي الرجل كن رفيقاً لزوجتك حنوناً عليها, وسوف تجد حياتك تحولت إلى
جنة.
المرأة مش عايزة DVD ?? :D :D
ReplyDeleteكل دا عايزاه امال هي بتعمل ايه بالظبط :D
This comment has been removed by the author.
Delete:D
Deleteهنعرف ده في المقالات القادمة بإذن الله..وكمان هيبقى في مقال عن الرجل :)
صبراً جميلاً :)