Jan 29, 2017

هل تُقاس عفة المرأة بغشاء بكارتها؟!



الأنثى في المجتمعات العربية تُعد مذنبة وجب على الكل مُحاكمتها, لماذا؟!
لأنها فقط أنثى!

فنجد من يحكم على عفتها من خلال حفاظها على غشاء بكارتها الذي لم يمس من قِبل شخص إلا في الإطار الشرعي وهو الزواج بالتأكيد.
ونجد من يحكم على عفتها من خلال ملابسها!
ونجد من يحكم عليها من خلال طريقة حديثها وقهقهاتها مع صديقاتها!
ونجد من يحكم عليها من خلال طريقة سيرها......ألخ!

تعددت الأسباب والنتيجة واحدة, وهي الحكم على الأنثى وعلى أخلاقها في المُطلق لأنها فقط "أنثى", ولأنها أنثى فهي لا تتمتع بكامل حريتها في ظل وجودها في مجتمع ذكوري, يعطي للذكر كل الحق في فعل كافة الأشياء, بينما يسلب من الأنثى كل الحقوق لأنها فقط أنثى.
في الواقع أنا أؤيد حرص المُجتمعات العربية على تربيتها لنساء يتمتعن بأخلاق حميدة, ولكن ماذا لو كانت المرأة ظاهرياً في غاية الإحترام بينما تفعل ما يحلو لها من أفعال خاطئة في الخفى؟!
ماذا لو كانت المرأة ظاهرياً عفيفة تحافظ على جسدها وعلى نفسها, بينما تفعل الفواحش في الخفى؟!
ما رأي المُجتمع في مثل تلك الحالات آنذاك؟!

بالطبع, سيحكم عليها بأنها رمز للنبل والطهارة لأنها أمامه كذلك, بينما ما خفي كان أعظم!
خصوصاً, وقد أصبحنا نجد كثرة استخدام مصطلح Single Mother في الوقت الحالي!
والحقيقة أن مصطلح Single Mother يُعني بأنها المرأة الزانية, أعلم أن هناك من يعرف ذلك المصطلح ويقول بأنه يُعني المرأة المُطلقة أو الأرملة التي تعول!
ولكن لا أؤمن مُطلقاً بذلك التعريف الغربي, وهو يُعني وبشكل قاطع المرأة الزانية بلا لف أو دوران!

وهذا إيماني الشخصي بذلك التعريف والذي قد يتفق معي عليه البعض أو يختلف ففي كلتا الحالتين فأنا أحترم جميع الآراء وهذا رأيي الشخص.
وحتى لا ندخل في جدال عقيم لا جدوى منه, دعونا نوضح ما معنى العفة من وجهة نظري الشخصية البحتة.

فالعفة عزيزي القارئ:

هي إحترام الأنثى لنفسها بلا أدني مؤثرات خارجية مُجتمعية, بمعنى أن الإحترام يكون نابع من ذاتها وليس نابع من فرض المجتمع عليها صيغ إحترام معينة تسير وفقها وإذا مالت عنها يتم مُحاكمتها!
فالإحترام داخلياً وليس خارجياً.
العفة هي قدرة الأنثى على التمسك بأخلاقها في ظل كافة الإغراءات التي تحيط بها من كل حدب وصوب.
فالعفة هي الترفع عن الشهوات..

إذن عفة المرأة ليست لها علاقة مُطلقاً بفرض المجتمع عاداته وتقاليده عليها, فهي امرأة عفيفة لأن حياءها وقبل كل شئ دينها يأمرها بالتعفف.
يأمرها بالحفاظ على نفسها وعلى جسدها.
يأمرها بالبُعد عن مُسببات الفتنة لها ولغيرها.
يأمرها بالتمسك بأخلاقها ومبادئها.
يأمرها بكل شئ يحترم هويتها كأنثى.

ولهذا فلو لم تقتنع الأنثى في قرارة نفسها بأهمية العفة لها, فتأكد أيها المجتمع بأنك لا تستطيع أن تمسك عليها خطأ واحداً!
تأكد أيها المُجتمع لو لم تُحافظ الأنثى على نفسها لإقتناعها الشخصي بأهمية ذلك, فلن ولم تستطع أن تشن الحرب عليها أو توجه لها طلقاتك النارية!

إذن رجاءً أيها المُجتمع لا تحكم بالظاهر, لا تحكم على عفة المرأة بحفاظها على غشاء بكارتها, فمن الممكن جداً أن تكون فعلت الفاحشة وداوت ذلك بالعمليات المختلفة.

رجاءً أيها المُجتمع لا تحكم على عفة المرأة بملابسها الفضفاضة, فمن الممكن أن ترتدي أمامك مثل تلك الملابس ولكن في الخفاء تلبس ما يحلو لها, وعلى غرار تلك النقطة, فمعظم العاهرات يرتدن العبايات!
لم أقل أن من ترتدي العباية فهي عاهرة لا تسئ الظن بي من فضلك!

رجاءً أيها المجتمع لا تحكم على الأنثى من منطلق أنك ذكوري, فقد أثبتت الأنثى جدارتها في ظل إنتشار الذكور بداخلك بعدما غاب عنك الرجال – إلا من رحم ربي".
رجاءً أيها المجتمع كن مُنصفاً لجميع أبنائك ولا تفضل نوعاً على الأخر..