Nov 1, 2017

ياسمين والتخيل الجنسي




أعلم أن كثير من الفتيات يعانون من نفس المشكلة التي أعاني منها والتي أستمرت معي لشهور عديدة.

أسمي ياسمين عز الدين, للوهلة الأولى فقد تشعر بفخامة الأسم, وهو كذلك بالفعل فأنا ابنة لرجل أعمال عظيم, لديه العديد من الشركات المتخصصة بمجال الإستيراد والتصدير, وأم ربة منزل, لدي أخ يكبرني بخمسة أعوام وهو يعمل بالخارج في إحدى شركات والدي.

نشأت في أسرة لأب دائم الإنشغال عنا, ولا يشغله شئ سوى أنه يكبر مشروعاته الإستثمارية, فلا ذوقت معه حنان الأب ولا إهتمامه بي ورعايته لي, لم أتذكر يوماً أنه أصطحبني إلى أي مكان لنتنزه سوياً, لم أتذكر يوماً أنه ذهب معي إلى المدرسة عندما كان يُطلب مني إحضار ولي الأمر, فهو كان يعتمد إعتماد كلي على والدتي في كافة الأمور, والحق يُقال أنها كانت تقوم بجميع واجباتها على أكمل وجه, تلك الواجبات التي تفعلها أغلب الأمهات كالأكل والشرب واللبس, وهن بذلك يظنون أنهن يقومون بأدوارهن في التربية والتنشئة السليمة,  غير مُبالين بواجباتهن الحقيقية نحو مصادقة الأبناء ومعرفة ما بهم وما الذي يشغل تفكيرهم.

فكنت دائماً أخجل منها, أخجل من أني أشاركها أحلامي وإهتماماتي, لم أقوى على البوح لها عن ما يجُب بخاطري, لم أطالعها يوماً على مشاكلي وتطلعاتي في الحياة, كنت دائماً أتجنب الجلوس معها, لا أعلم سبباً ذلك, ولكن هي أيضاً لم تحاول أن تصادقني وتحتويني, فكثرة الأعباء التي كانت تحملها بسبب إنشغال والدي, كانت كفيلة أنها تجعلها لا تنصت لأحد, فيومها معباُ بالأحمال ولا يتحمل أعبائي أنا أيضاً.

لذلك قررت أن أصادق دراستي وأجعل مني إنسان نافع مُنتج بحق, كنت أستذكر دروسي جيداً, وعلى الرغم من ذلك فكنت طالبة متوسطة دراسياً, فلم أكن من المتفوقات وأيضاً لم أكن من الراسبات, تقبلت إمكاناتي التحصيلية في الدراسة بصدر رحب ولم أتذمر عليها, وبعد حصولي على مجموع 80% في الثانوية العامة ألتحقت بكلية التجارة, وفي الجامعة كنت أتطلع وأرغب بشدة في تكوين صداقات, كنت أتمنى أن يكون لي علاقات صداقة حقيقية, أشاركهم حياتي ويشاركونني حياتهم, ولكن للأسف تخرجت من الجامعة بلا صداقات كما حدث في المدرسة والتي تخرجت منها أيضاً بلا صداقات..

بعد التخرج من الجامعة والدي عرض علي أن أعمل معه بإحدى شركاته, ولكنني فضلت الإعتماد على نفسي وأن أبحث عن عمل بمفردي دون مساعدته, فهو أصلاً لم يساعدني يوماً في شئ, فلماذا ألجأ له ليبحث لي عن عمل هذه المرة؟!

وبالفعل وجدت عمل بإحدى الشركات الخاصة بمنتهى السهولة, فتعليمي في المدارس الأجنبية وأسم والدي كان لهما أكبر الأثر في إلتحاقي بذلك المنصب الإداري في شركة كبيرة كتلك التي عملت بها.

كانت حياتي رتيبة مملة كل الأيام تشبه بعضها, ليس لدي صديقة أفضفض إليها, وليس لي أقارب في مثل عمري لكي نتنزه سوياً, وأمي دائمة الإنشغال عني, وأبي كما تعلمون لم أراه بالأسابيع, لذا ليس كان أمامي سوى أن أنخرط في أحلامي والتي يطلقون عليها "أحلام اليقظة", كنت أتخيل أن لدي أصدقاء يحبونني وأحبهم, كنت أتخيل أن أبي يسافر معي أنا وأمي لكي نقضي العطلة معاً في جو أسري دافئ, كنت أتخيل أحلامي التي أود تحقيقها, وأتخيلني وأنا مؤسسة عمل خاص بي, كنت أتخيل حياتي كما أرغب أن تكون عليها في الواقع.

كل ذلك كان يسير على ما يرام, إلى أن بدأت أتخيل أوضاع جنسية مختلفة, فتارة أتخيلني أمارس الجنس مع شخص لا أعرفه, وتارة أخرى أتخيلني أمارس الجنس مع مجموعة من الأشخاص أو كما يطلقون عليه "ممارسة الجنس الجماعي", وتارة أتخيلني أقوم بممارسة الجنس مع أنثى مثلي, وفي إحدى المرات تخيلت أحداً يمارس معي الجنس عنوة, وكنت مستمتعة لذلك الأمر كثيراً.

أعتدت تلك التخيلات الجنسية والتي وجدت فيها المنفس لي للتعبير عن رغبتي الشديدة في ممارسة الجنس, والتي لم أمارسها قط, كنت أسمع أن البنات لديهن علاقات عاطفية مع الشباب, وكنت أسمعهن يقصن لبعضهن البعض ما يحدث في تلك العلاقات, فكنت أتمنى بيني وبين نفسي أن يحدث معي ذلك, وها هنا آتت إلي الفرصة عندما عرفت طريق الأحلام وما بها من تطلعات ورغبات مكبوتة..

كنت ابدأ يومي بالذهاب إلى العمل صباحاً, ثم أعود منه لكي أتناول الغداء مع والدتي, وبعد ذلك أنسحب إلى غرفتي لكي أجلس مع أحلامي وتخيلاتي الجنسية بمفردنا, ظللت على هذا النحو شهور, كنت مستمتعة للغاية بما أراه في مخيلتي.

بعدها عرفت طريق العادة السرية, فكنت أغلق باب غرفتي علي بإحكام وأمارسها  دون علم أحد, ولكن بعد ذلك شعرت إنني أدمنت تلك التخيلات, أما عن العادة السرية فكنت أمارسها مرة كل شهر, فهي لم تتعدى سوى التفريغ عن رغبة مكبوتة, ولم تدخل في حيز الإدمان كالتخيلات, لذا قررت أن أعرض نفسي على طبيب متخصص, صحيح أنني أرغب في ممارسة تلك الأشياء في الواقع, ولكنني أيضاً أخشى من غضب الله وسخطه علي, لما أقوم به من تخيلات, لذلك قررت أن أحجز موعداً مع طبيب نفسي, وبالفعل ذهبت إليه وفرغت له عما يحدث بداخلي, ولكنني شعرت بالخجل الشديد من أني أصارحه بممارسة العادة السرية ففضلت كتمانها وعدم البوح بها له, وعند إنتهائي من الحديث؛ قال لي أن ذلك الأمر يحدث بشكل طبيعي جداً مع معظم الناس, فأنتِ لست أول واحدة ولا أخرهم تحلمي بتلك الأحلام, فهي تدل على كثير من الأشياء, على سبيل المثال تدل على عدم الأمان الذي تشعرين به في علاقتك بأسرتك, وأيضاً عدم الأمان في وجود علاقات إجتماعية حقيقية في حياتك, ويجب أن تعلمي أن كل خيال جنسي ترينه في مخيلتك, فهو يدل بشكل أو بأخر عن وجود دافع قوي بداخلك, مثلاً من الممكن أن تشاهدي نفسك وأنتِ تعانقين رجلاً بقوة وتتشبثي به, فهذا دليل على أنك تبحثين عن الحب والود والدفء في العلاقات في حياتك, نصيحتي لكِ أن تبحثي عن علاقات عميقة في حياتك, فنحن جميعاً بحاجة إلى أناس يقفون بجانبنا في كل مراحل حياتنا, نتشارك معهم أفراحنا وأحزانا, نبكي أمامهم من ضيق حيلتنا, يساندوننا ويشدوا من أزرنا في مواجهة متاعب الحياة.


علاجك عزيزتي في تكوين علاقات حميمية بحق, فضلاً عن الإبتعاد عن كل ما يثيرك جنسياً كالصور ومشاعدة الأفلام وما بها من بعض المشاهد الحميمية, وحينها لم أعدك أن تلك التخيلات سوف تدعك وشأنك, ولكن من الممكن أن تقل تدريجياً, ولكن لا تنخرطي بها وتستمتعي بوجودها, فعندما تراودك حاولي شغل نفسك ببعض الهوايات, فلا أحد يعيش حياة سوية لمجرد أنه يبني قصور من الأحلام في السراب.

Jan 29, 2017

هل تُقاس عفة المرأة بغشاء بكارتها؟!



الأنثى في المجتمعات العربية تُعد مذنبة وجب على الكل مُحاكمتها, لماذا؟!
لأنها فقط أنثى!

فنجد من يحكم على عفتها من خلال حفاظها على غشاء بكارتها الذي لم يمس من قِبل شخص إلا في الإطار الشرعي وهو الزواج بالتأكيد.
ونجد من يحكم على عفتها من خلال ملابسها!
ونجد من يحكم عليها من خلال طريقة حديثها وقهقهاتها مع صديقاتها!
ونجد من يحكم عليها من خلال طريقة سيرها......ألخ!

تعددت الأسباب والنتيجة واحدة, وهي الحكم على الأنثى وعلى أخلاقها في المُطلق لأنها فقط "أنثى", ولأنها أنثى فهي لا تتمتع بكامل حريتها في ظل وجودها في مجتمع ذكوري, يعطي للذكر كل الحق في فعل كافة الأشياء, بينما يسلب من الأنثى كل الحقوق لأنها فقط أنثى.
في الواقع أنا أؤيد حرص المُجتمعات العربية على تربيتها لنساء يتمتعن بأخلاق حميدة, ولكن ماذا لو كانت المرأة ظاهرياً في غاية الإحترام بينما تفعل ما يحلو لها من أفعال خاطئة في الخفى؟!
ماذا لو كانت المرأة ظاهرياً عفيفة تحافظ على جسدها وعلى نفسها, بينما تفعل الفواحش في الخفى؟!
ما رأي المُجتمع في مثل تلك الحالات آنذاك؟!

بالطبع, سيحكم عليها بأنها رمز للنبل والطهارة لأنها أمامه كذلك, بينما ما خفي كان أعظم!
خصوصاً, وقد أصبحنا نجد كثرة استخدام مصطلح Single Mother في الوقت الحالي!
والحقيقة أن مصطلح Single Mother يُعني بأنها المرأة الزانية, أعلم أن هناك من يعرف ذلك المصطلح ويقول بأنه يُعني المرأة المُطلقة أو الأرملة التي تعول!
ولكن لا أؤمن مُطلقاً بذلك التعريف الغربي, وهو يُعني وبشكل قاطع المرأة الزانية بلا لف أو دوران!

وهذا إيماني الشخصي بذلك التعريف والذي قد يتفق معي عليه البعض أو يختلف ففي كلتا الحالتين فأنا أحترم جميع الآراء وهذا رأيي الشخص.
وحتى لا ندخل في جدال عقيم لا جدوى منه, دعونا نوضح ما معنى العفة من وجهة نظري الشخصية البحتة.

فالعفة عزيزي القارئ:

هي إحترام الأنثى لنفسها بلا أدني مؤثرات خارجية مُجتمعية, بمعنى أن الإحترام يكون نابع من ذاتها وليس نابع من فرض المجتمع عليها صيغ إحترام معينة تسير وفقها وإذا مالت عنها يتم مُحاكمتها!
فالإحترام داخلياً وليس خارجياً.
العفة هي قدرة الأنثى على التمسك بأخلاقها في ظل كافة الإغراءات التي تحيط بها من كل حدب وصوب.
فالعفة هي الترفع عن الشهوات..

إذن عفة المرأة ليست لها علاقة مُطلقاً بفرض المجتمع عاداته وتقاليده عليها, فهي امرأة عفيفة لأن حياءها وقبل كل شئ دينها يأمرها بالتعفف.
يأمرها بالحفاظ على نفسها وعلى جسدها.
يأمرها بالبُعد عن مُسببات الفتنة لها ولغيرها.
يأمرها بالتمسك بأخلاقها ومبادئها.
يأمرها بكل شئ يحترم هويتها كأنثى.

ولهذا فلو لم تقتنع الأنثى في قرارة نفسها بأهمية العفة لها, فتأكد أيها المجتمع بأنك لا تستطيع أن تمسك عليها خطأ واحداً!
تأكد أيها المُجتمع لو لم تُحافظ الأنثى على نفسها لإقتناعها الشخصي بأهمية ذلك, فلن ولم تستطع أن تشن الحرب عليها أو توجه لها طلقاتك النارية!

إذن رجاءً أيها المُجتمع لا تحكم بالظاهر, لا تحكم على عفة المرأة بحفاظها على غشاء بكارتها, فمن الممكن جداً أن تكون فعلت الفاحشة وداوت ذلك بالعمليات المختلفة.

رجاءً أيها المُجتمع لا تحكم على عفة المرأة بملابسها الفضفاضة, فمن الممكن أن ترتدي أمامك مثل تلك الملابس ولكن في الخفاء تلبس ما يحلو لها, وعلى غرار تلك النقطة, فمعظم العاهرات يرتدن العبايات!
لم أقل أن من ترتدي العباية فهي عاهرة لا تسئ الظن بي من فضلك!

رجاءً أيها المجتمع لا تحكم على الأنثى من منطلق أنك ذكوري, فقد أثبتت الأنثى جدارتها في ظل إنتشار الذكور بداخلك بعدما غاب عنك الرجال – إلا من رحم ربي".
رجاءً أيها المجتمع كن مُنصفاً لجميع أبنائك ولا تفضل نوعاً على الأخر..