Aug 24, 2016

مواجهة المشاعر المكبوتة



في البداية دعونا نوضح معنى العواطف أو المشاعر المكبوتة أصلاً؟!!

ببساطة العواطف المكبوتة تعني المشاعر التي لم يصرح بها شخص ما, بالرغم من إحساسه بالمعاناة بسببها, سواء كانت تلك المشاعر سلبية مثل الحزن, الضيق, الألم, الوحدة...ألخ, أو مشاعر إيجابية مثل السعادة, التفاؤل اللامحدود, الفرحة بقوة....ألخ.


كلنا نعلم بأن الحياة مليئة بالمشاعر المختلفة التي نتعرض لها من حين لأخر, مشاعر فراق لحبيب أو صديق, ومشاعر حزن لخذلان أحب الناس إلى قلوبنا إلينا, مشاعر كره لشخص كان في يوم من الأيام أحب الناس لنا, مشاعر حب من طرف واحد لشخص لا يدري بنا مُطلقاً, مشاعر وحدة برغم وجود الكثير من الناس حولنا, مشاعر بعدم الثقة في النفس, مشاعر خوف من المستقبل أو خوف من الوحدة أو الفشل أو الفقر أو حتى الموت, مشاعر ألم لإحساسنا بالعجز عن تقديم المساعدة لشخص عزيز علينا في عز إحتياجه لنا, مشاعر بالحقد والحسد لإناس وصلوا والحياة أعطت لهم ما نحن في إحتياج إليه, مشاعر غيرة من صديقتك أو من إحدى قريباتك التي تزوجت وأنتِ مازلتي عزباء, مشاعر إنتقام لشخص جرح مشاعرنا بشدة, والكثير الكثير من المشاعر والعواطف التي تكمن بداخلنا ولا نستطيع أن نبوح بها لأحد, فشئ طبيعي لا تستطيع أن تخبر صديقك أنك تحقد عليه, أو شئ طبيعي لا تصرح للذي كان صديقك في يوم من الأيام بأن مشاعر فراقه قد قتلتك, وشئ طبيعي أيضاً عندما يحدث الطلاق تتظاهر بأن هذا الشئ هو ما ترغب به حقاً, في حين أنك داخلياً تنفجر من شدة البكاء.


في واقع الأمر, المشاعر شئ غير مرئي ولكننا جميعاً نشعر بها, نفرح ونسعد إذا كانت مشاعر إيجابية, ونحزن ونكتئب وتؤلمنا كثيراً إذا كانت مشاعر سلبية..وهذا يُعد شئ طبيعي ولكن أين تقع المشكلة إذن؟!

المشكلة تكمن في المكابرة, عندما نكابر بأن ما نشعر به هو شئ غير حقيقي وغير واقعي, فأنا سعيدة جداً بطلاقي, وسعيدة جداً لفراقي لهذا الشخص الذي كان يسمى في يوم من الأيام صديق, وفي غاية السعادة لأني أنهيت تلك العلاقة التي كانت تكسرني وتؤلمني وتجرح مشاعري, المكابرة هي أنك تتظاهر بمشاعر غير حقيقية ولكنك داخلياً تكمن مشاعرك الحقيقة بالفعل, فتتظاهر بالسعادة, وأنت في حقيقة الأمر تصرخ من شدة الألم, تتظاهر بأن ما حدث هو ما ترغب به بالفعل, ولكن في حقيقة الأمر تشعر بالمرارة لما حدث.


ولهذا فالمشاعر المكبوتة الغير مُصرح بها, تُعد قنبلة موقوتة, تنتظر اللحظة الحاسمة لكي تنفجر في وجهك, تنتظر تلك اللحظة التي يحدث بها مشاعر مماثلة وحينها تفقد السيطرة على نفسك فتنفجر, الإنفجار حقيقاً مؤلم لأنه من الممكن أن يؤدي بك إلى أمراض نفسية وأخرى عضوية..
ولهذا السبب يُنصح بعدم كبت مشاعرك إطلاقاً, عبر وصرح بما تشعر به حقاً, وإذا لم تجد الشخص الذي ينصت إليك وتثق به, عبر عن تلك المشاعر لنفسك, عبر بها بالورقة والقلم, حينها ستشعر بإرتياح شديد لأنك أعترفت أنك تتألم, أعترفت أنك تشعر بضيق نفسي, أعترفت بالشئ الذي كابرت مراراً وتكراراً أن تعترف به.


وتذكر أن مشاعرك المكبوتة مهما كانت آجلاً أم عاجلاً سوف تجد الطريق لتعبر هي عن نفسها بطريقتها الخاصة, سواء كان ذلك في مرض عضوي كالسرطان لا قدر الله, أو مرض نفسي كالإكتئاب المُزمن لا قدر الله, إذن صرح بمشاعرك ولا تخشى مُطلقاً من حكم الآخرين عليك, فكلنا لدينا مشاعر نريد أن نُعلن عنها بكل حرية, فنحن بشر ولدينا عواطف ومشاعر مماثلة..


لا تنسى هناك ورقة وقلماً بانتظارك.. J