Feb 1, 2016

صديقتي وأنا



صديقتي وأنا
أحمدي ربنا بأن الأثنان قد ظهرا على حقيقتهما وإلا كنتي ستظلي مخدوعة فيهما بقية عمرك, ولكن الحمد لله كثيراً إنك تخلصتي منهما في الوقت المناسب قبل ما يكون الجرح أعمق من ذلك في المستقبل بكثير !!
هذا الكلام كثيراً ما أسمعه من جميع من حولي, كلهم يقولون لي أن أحمد الله إني فوقت مبكراً وأن ربنا كشف لي خيانتهما لي في الوقت المناسب, الكل يقول لي بأن ربي يحبني بأني تخلصت من هذان الشخصيان اللذان ظلا يخدعاني طيلة الوقت دون علمي, الكل فرح من أجلي, الجميع يقولون لي هنيئاً لكِ ومبارك عليكِ حياتك الجديدة, الجميع يظن بإني الآن سعيدة وقادرة على تخطي صعاب حياتي.
ولا أحد يعلم مُطلقاً بما أشعر أو بما أعاني حقاً, لا أحد يعلم كيف أن الساعات تعدي علي وكأنها سنوات طويلة لا ولم تنتهي, لا أحد يعلم بمدى الآلم الذي أعاني منه, لا أحد يعلم بمدى عمق الجراح التي بداخلي...للآسف لا أحد يعلم ما بي مُطلقاً حتى أقرب الناس إلي.
فأنا حالياً فتاة أبلغ الرابعة والثلاثون من عمري, تزوجت عندما كنت في الكلية من شاب يكبرني بأربعة أعوام, كنت أحبه كثيراً وكان يحبني كثيراً أو كنت أظن إنه كان يحبني كثيراً, ربي رزقني منه بطفلين في غاية الجمال والروعة, طفلان يتمنى أي أحد أن يرزق بهما, عشت معه أجمل سنوات عمري, ضحكت معه وبكيت معه, تخرجت من الجامعة وأنا زوجته بتفوق وعندما أتت لي الفرصة لكي أعمل في وظيفة مرموقة وبعائد مادي مقبول رفضت هذا وفضلت أن أكون زوجة له وأم لطفلي الوحيد آنذاك فقط ولا أرهق نفسي بعمل خارج المنزل يضيع علي فرصة تأمل ابني يومياً وهو يكبر أمام عيني, خصوصاً إن مستوى زوجي المادي كان مقبول ويساعد على العيشة الكريمة لي ولأسرتنا, زوجي كان شخص متعاون معي جداً كان يساعدني في أعمال المنزل ودائماً ما كان يقول لي بأن: الرجل بحق هو من يساعد زوجته في كل شئ حتى في غسيل الأطباق J, كان شخص حنون للغاية وكان طموح ومتفائل جداً, يكره متابعة الأخبار لأن من وجهة نظره بأن الأخبار تعد من الأسباب الرئيسية التي تعكر مزاج الإنسان ولهذا السبب كان يفضل عدم متابعتها بالمرة, كان يذهب معي في جميع المناسبات العائلية وأيضاً كان يذهب معي في المناسبات الخاصة بصديقاتي مثل خطوبتهن أو زواجهن.
كل شئ كان على ما يرام ولكن الحدث الذي قلب حياتي رأساً على عقب هو وجود صديقتي المقربة في حياتي, فنحن أصدقاء وكنا زملاء دراسة منذ أن كنا في الإعدادية كنت أحبها كثيراً وكنت بعتبر إن أنا وهي شئ واحد, شخصان بروح واحدة فهي تشبهني كثيراً في طباعي حتى طريقة كلامنا مثل بعض, وبعد أن أنهينا المرحلة المدرسية وجاء وقت دخولنا إلى الجامعة, ألتحقنا بنفس الجامعة بل ونفس الكلية ولكن كل واحدة فينا كانت في قسم مختلف, فأنا ألتحقت بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية وهي ألتحقت بكلية الآداب قسم إعلام, ومن حسن حظنا بأن أوقات محاضرتنا تقريباً كانت بنفس التوقيت ولهذا السبب كنا نذهب إلى الكلية معاً ونعود إلى منزلنا معاً, بل وأحياناً كثيرة كنا نذاكر معاً بالتأكيد بعد ما نخلص كل الكلام والنميمة النسائية على خلق الله, كانت بجانبي في كل خطوة من خطوات حياتي, فهي أول شخص عرف بحبي لزوجي وكانت معي وواقفة بجانبي في خطوبتي – أيضاً فستان خطوبتي كان على ذوقها هي – وكانت أيضاً معي في زواجي, وكانت تتألم لآلامي في لحظات وضعي لطفلي, كانت حقاً أخت لي وصديقة وأم في أوقات كثيرة لي, كنت أقص عليها كل شئ بداخلي, كانت مرآتي, كانت أنا في جسد أخر.
في علاقتي بزوجي كان شئ طبيعي جداً أن يحدث خلافات زوجية من حين لآخر, وكنت أدخل هذه الصديقة في مشاكلي وأحياناً كثيرة كانت تتحدث إلى زوجي تليفونياً بحجة إنها تصالحني عليه, وأنا بسذاجتي كنت أرى إن هذا شئ عادي فهي حبيبتي وهو زوجي وحبيبي وأثق كل الثقة في الأثنان, ولكني كنت حقاً مُغفلة.
بشكل أو بأخر قربا الأثنان من بعضهما أعلم بأن أنا السبب, أنا من قربت الأثنان ببعضهما, أنا من جعل الجسر متصلاً بينهما.
زادت مشاكلي مع زوجي في الفترة الأخيرة وكنا نتخانق على أتفه الأسباب, أكثر من مرة أتفقنا على الطلاق ولكن كنا نتراجع بسبب الطفلين وبسبب حبنا لبعض وتمسكنا ببعض أو كنت أتوهم بأننا كنا متمسكين حقاً ببعض.
كنت أشعر بأن زوجي قد تغير معي ومع الأولاد ولكني كنت كثيراً ما أكذب نفسي وعندما واجهته ذات مرة بهذا التغير أنكر بشكل هجومي مما أثار الشك بداخلي أكثر, أيضاً في الفترة الأخير زادت زيارات صديقتي لي كثيراً والحقيقة لم ألاحظ عليها أي نظرات أو تصرفات غير لائقة مع زوجي.
وفي يوم من الأيام تفاقمت المشاكل بيني وبين زوجي لحد الضرب والإهانة وهو الشئ الذي أصار غضبي منه وبالفعل طلبت الطلاق وطلقي...كانت صدمة كبيرة علي لم أكن أتوقعها, بكيت وبكيت وبكيت إلى حد الإنهيار التام, فقدت القدرة على الكلام لمدة خمسة أيام متواصلة وفي تلك الأيام كنت أشعر بكل شئ حولي ولكني غير قادرة على التجاوب مع أي أحد أو حتى أتخذ أي رد فعل تجاه أي شئ, كنت ألاحظ عدم زيارة صديقتي لي ولا كانت تطمئن علي ولو فقط بمكالمة تليفونية, أختفت..أختفت صديقة عمري فجأة, فزوجي تركني وأخذ مني أولادي بإرادتي لأنني لم أقدر على مصاريفهم الباهظة التي تطلبها دراستهم في المدارس الأجنبية وها هي أيضاً صديقتي تتركني ولا أعلم سبب أختفاءها, كنت أظن بأنها مشغولة في شئ ما سواء في عملها أو أي شئ أخر, ولكنها كانت مشغولة بــــ"زوجي, نعم فصديقتي الغالية العزيزة تزوجت زوجي !!
لا أعلم متى وكيف ولماذا هذا حدث ولكنه للآسف وبكل آسف حدث, حدث هذا الشئ بسببي أنا, فأنا فقط من قربت بينهما وأنا فقط من عرفتهما ببعضهما, فهذا الزواج قد حدث بسبب زوجة ساذجة وهي أنا وزوج وصديقة أندال يعشقا الغدر والخيانة.
كل هذا هين وأنا واثقة بأني سوف أتغلب عليه قريباً بإذن الله ولكن ما لا أطيق تحمله فعلياً هو غيظها لي, فأراها تنزل صورها على الفيسبوك مع أولادي وتنسبهما لها, نعم بكل جبروت تكتب على هذه الصورة بأن هذان الطفلان هما أولادها !!
فلماذا تفعل بي هذا ؟
ما الذي فعلته من أجل أن أحصل على كل هذا الغدر والكره منها ؟
ما يؤلمني حقاً هو غدرها لي أكثر من غدر زوجي, لأنها هي تعلم ما الذي يجرحني وما الذي يفرحني, فهي أكثر الناس علماً بي.
حتى أولادي أعتبروني إني مُت فهي أصبحت أمهما وصديقتهما, أما أنا فليس لي الحق فيهما وأيضاً لا أستطيع أن أضمهما إلى حضانتي بسبب مصاريفهما الغالية, فكرت كثيراً أن أعمل حتى أستطيع أن أضم أولادي لي ولكن مهما عملت في هذه الفترة, لم أجد الدخل المناسب الذي يقوى على معيشة أولادي معي.
حالياً فأنا أعيش بمعاش والدي الذي يكفيني أنا بالكاد وبالرغم من شهادتي الجامعية فلم أستطع الحصول على وظيفة مناسبة لي ولمؤهلاتي وخبراتي المعدومة.
حقاً لا أعلم ماذا أفعل, فأنا مكسورة ومقهورة ومجروحة للغاية ولا أحد يشعر بي سوى الله.
****هذه قصة حقيقية ولكني أضفت إليها بعض الأحداث :)